كذلك الزعيم عادل إمام، واحد من أبرز النجوم الذي استطاع أن يصل إلى مقعد الزعيم ويحافظ على مكانته على امتداد عقود فنية طويلة.
امتدت العلاقة الطويلة بين الفنان الكبير الراحل أحمد زكي والزعيم عادل إمام، وبدأت العلاقة في فترة مبكرة منذ اشتراكهما سويا في مسرحية “مدرسة المشاغبين”. فما أسباب الخلافات بينهما؟
بدأت الخلافات خلال عملهما سويا في مسرحية”مدرسة المشاغبين” والتي تعتبر البطولة المسرحية الأولى لعادل إمام ونقطة انطلاقه كنجم. بينما قام فيها أحمد زكي بدور صغير. خلال الكواليس دأب عادل إمام مع بقية الأبطال على استفزاز أحمد زكي والسخرية منه. وخاصة أن أحمد زكي كان وقتها قادما للتو من الريف، وسريع الغضب والتأثر.
استمر الشد والجذب بينهما وحين أراد عادل إمام إعادة عرض “مدرسة المشاغبين” في السودان وافق جميع المشاركين في المسرحية عدا أحمد زكي، ووصف عادل إمام ذلك بقوله:”كله وافق ما عدا أحمد زكي اللي تعالى ساعتها على الدور”.
دافع آخر من دوافع الخلاف بين النجمين هو الغيرة الفنية، فطبقا للناقد طارق الشناوي كان النجم عادل إمام يتمنى أن يكون في موهبة أحمد زكي، فيما كان النجم أحمد زكي يحلم بتحقيق الأرقام التي تحقهها إيرادات أفلام عادل إمام.
ومن الغريب أن عدد من الأدوار التي قام بها عادل إمام كان أحمد زكي قد رُشِّح لها من قبل والعكس صحيح، ومن بين هذه الأدوار:
فيلم “طيور الظلام”: عرض الكاتب الكبير وحيد حامد فيلم “طيور الظلام” على أحمد زكي في البداية فاختار أحمد زكي شخصية “علي الزناتي” والتي قدمها الفنان رياض الخولي، ثم عرض الفيلم على عادل إمام الذي وافق على الفور. وعلى الرغم من سعادة أحمد زكي بموافقةعادل إمام على بطولة العمل إلا أنه عاد ليطلب من وحيد حامد أن يجسد هو شخصية “فتحي نوفل” فرفض وحيد حامد، وبعدها رفض أحمد زكي استكمال الفيلم.
فيلم الإرهابي: كان من المقرر أن يقوم أحمد زكي ببطولته، لكنه فوجيء بأخبار توقيع عادل إمام لعقد بطولة الفيلم في الجرائد.
فيلم “البيه البواب”: عُرِض في البداية على عادل إمام وبالفعل صوَّر عدداً من المشاهد حتى اختلف مع الجهة المنتجة لتذهب بطولة الفيلم إلى عادل إمام.
فيلم الحريف: كان من المقرر أن يقوم ببطولته أحمد زكي، وبالفعل احتفظ المخرج بالمقدمة التي سجلها أحمد زكي بصوته من أبيات صلاح جاهين. لكن بسبب خلاف أحمد زكي مع المخرج محمد خان ذهب الدور إلى عادل إمام.
يعرف عادل إمام من خلال علاقته الطويلة مع النجمأحمد زكي بكراهية الأخيرة لسيرة الموت ويخشى الحديث عنه. وقد حكى للكاتب بلال فضل عن ذهابه لمجاملة إمام في زفاف ابنه رامي ليفاجأ بعادل إمام يقول له:”شوفت يا أحمد خلاص هنموت، كبرنا وبنجوز العيال وشكلك هتموت قريب، وأنا عجزت وهموت أنا كمان” على سبيل الدعابة، فقال أحمد زكي: “ربنا يديك الصحة إحنا لسه شباب” فكرر عادل إمام:”خلاص هنموت ويلا حسن الختام وجوزنا العيال وبقينا عواجيز” ليرد زكي: “لا لا، إن شاء الله ربنا يديلنا طول العمر”، ويكرر الزعيم جملته: “ياه.. الأيام بتجري وخلاص هنموت يا أحمد”، ما أغضب أحمد زكي ودفعه لترك الحفل، بعد أن قال: “كفاية بقى طلعت عيني بسيرة الموت”.