عم مطاوع عويس.. عمل بالفن أكثر من 60 سنة
هذا الفنان يعد واحدا من أكثر الفنانين تواجدا في أفلام السينما المصرية القديمة والحديثة ورغم ذلك لا يعرف الكثيرون اسمه، إنه عم مطاوع عويس الذي يعد واحدا من أصحاب الحضور الاستثنائي في أفلام السينما المصرية، حيث ظهر في مئات الأفلام ويعتبر واحدا من أكثر الممثلين الثانويين الذين ظهروا في الأعمال الفنية بالإضافة إلى الفنان عبد الغني النجدي، ولكن لم يكن اهتمام عم مطاوع عويس بالتمثيل فقط، حيث شارك في تنفيذ ديكورات وتصميم إكسسوارات عدد من الأعمال الفنية مثل مسلسل “ناعسة” ومسلسل “الدوامة” بالإضافة إلى فيلم “العوامة رقم 70”.
وقد ولد عم مطاوع عويس في العشرينيات من القرن العشرين وتوفي في أوائل ديسمبر سنة 2015، وهو واحد من الفنانين المهمشين الذين نسميهم بالكومبارس، والذين كانوا يشبهون بأنهم ملح الفن وكان النجم والفنان الراحل رشدي أباظة ينتهز وجودهم في الأعمال التي يقدمها، حيث كان يجلس معهم ويتحدث إليهم ويأكل معهم ويقول عنهم إنهم من أهم عناصر فن السينما، وكان يشبههم بأنهم مثل طبق السلطة الذي يفتح شهية المشاهدين لمشاهدة الأعمال الفنية، وهو صادق تماما، فهؤلاء الفنانين عملوا بالفن ولم يطمعوا في شهرة أو مال، وكانوا يفرشون للنجوم طريق الشهرة والنجومية، ومع ذلك لم تكن تكتب أسماؤهم على أفيشات الأفلام ونادرا ما كانت تكتب على التترات.
وعم مطاوع عويس عمل بالفن أكثر من 60 عاما، ولم يؤد في حياته سوى مشاهد الكومبارس، وربما كان يظهر في مشهد أو مشهدين ويقول جملة أو جملتين، وربما كان يظهر صامتا لا يتكلم، وربما كان يحتم عليه الموقف أن يظهر في الصورة بظهره ولا يظهر وجهه للكاميرا، وقد تعرفت عليه منذ أكثر من ثلاثين عاما، حيث التقيه أكثر من مرة في صلاة الجمعة بمنطقة أرض الشركة بالشرابية حيث كان يسكن بينما كنت أعمل هناك، وكنت أحرص كل جمعة على مصافحته والتحدث إليه ومناداته بعم مطاوع.
وقد ذكر لي أنه لم يكن يحلم بأكثر مما كان فيه، فلم يسع يوما للقيام بأدوار أكبر، أو يتمنى أن يصبح نجما كغيره من نجوم فن التمثيل، الذين ظهروا في بداياتهم كومبارس لا ينطقون كلمة واحدة، مثل النجم سمير صبري الذي ظهر في بداياته كأحد المحيطين بالمطرب عبد الحليم حافظ أثناء غنائه أغنية “باحلم بيك” في فيلم “حكاية حب”، أو النجمة هند رستم التي ظهرت كواحدة من اللاتي يركبن الخيل وراء الفنانة ليلى مراد وهي تغني أغنية “اتمايلي واتمخطري يا خيل” في فيلم “غزل البنات”.
وقد قدم عم مطاوع عويس جميع أدوار الكومبارس على مدى عشرات السنوات في السينما والتليفزيون، حيث قدم دور المخبر والحرامي ورجل العصابات وابن البلد وتاجر الخضار والساعي والصعيدي، ويعتبر وجهه من أهم وأكثر الوجوه المألوفة في السينما والتليفزيون رغم عدم معرفة الكثيرين باسمه، وعاصر عم مطاوع عويس جميع الأجيال السينمائية منذ جيل الفنان يوسف وهبي حتى جيل المضحكين الجدد.
وقد تم إنتاج فيلم تسجيلي بعنوان “عندي صورة”، وتناول هذا الفيلم رحلة عم مطاوع عويس الفنية منذ بدايته في فيلم “قلبي دليلي”، وقد حصل الفيلم على عدد من الجوائز، منها نجمة الجونة الذهبية من الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي، وكذلك جائزة أفضل فيلم وثائقي من مهرجان طرابلس بلبنان، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم للأفلام التسجيلية أكثر من 15 دقيقة من المهرجان القومي للسينما، وجائزة أفضل فيلم وثائقي من منصة الشارقة.