فيلم الرحلة لجودي فوستر.. حبكة مشوقة ضمن حيز محدود

  محبي أفلام التشويق والإثارة في المكان الواحد
يحكي الفلم قصة رحلة بالطائرة تقوم بها مهندسة الطائرات Kyle Pratt (تمثل دورها Jodie Foster)، تصحبها فيها ابنتها Julia Pratt (تقوم بدورها Marlene  Lawston)، بالاضافة الى جثة زوجها الذي توفي قبل أيام قليلة، حيث تسافران الى الولايات المتحدة لزيارة اقربائهم ودفن جثة زوجها هناك. وعلى ارتفاع 30.000 قدم اثناء محاولات الام ان تسكن من روع ابنتها التي ألم بها الخوف والرعب إثر حادث وفاة والدها، تغفو الأم لتستيقظ وتجد ان ابنتها قد اختفت. وليست المشكلة أنها اختفت وأنها لم تجدها قط أبدا فحسب، بل في أن الجميع أنكروا أنهم رأوا البنت في الطائرة أصلا، واختفى اسمها من قائمة المسافرين !
لا تنطوي حبكة الفلم على أي معاني او اغراض سياسية. الفلم بمجمله ترفيهي يحكي قصة امرأة تفقد ابنتها في الطائرة، حيث يتهمها الجميع بالهلوسة والجنون ويحضرون لها طبيبة نفسية تعالجها. لكنها حازمة وتثبت على موقفها حتى تظهر الحقيقة وتظهر معها المفاجأة
لكن هناك امرا ملفتا للنظر في الفلم. فاثناء بحث الام عن ابنتها وطلباتها المتكررة من طاقم الطائرة وقائدها ان يبحثوا عن ابنتها في كل مكان داخل الطائرة، تنتبه لوجود شخصين ذوا ملامح عربية، حيث ينطقان بالعربية (المغربية) ولأحدهما لحية “إسلامية”. حين تراهما تهجم على احدهم متهمة اياه بخطف ابنتها ومدعية انها رأتهما قبل مغادرتها بيتها ينظران اليها من نافذة المنزل المجاور لمنزلها. وهنا يثور أحد المسافرين “العنصريين” ويهجم على العرب متهما اياهم بالارهاب والتخريب (Terrorists) وخطف الطفلة.
وفي نهاية الفلم يتبين أن لا علاقة للشخصين في اختفاء الطفلة أبدا، وربما يمكننا القول أن الجز بهذين العربيين في أحداث الفلم، حيث يوضعون في خانة الاتهام لمجرد كونهما عربيين (كما يصرح أحدهما)، ثم الاعلان ان لا علاقة لهما بكل ما حدث أبدا، هو إشارة الى الهجمة العالمية على الاسلام (ممثلا بالعرب الملتحين)، وأنها هجمة ظالمة وغير مبررة، وأن الاسلام او المسلمون بريئون من كل ما يحاك ضدهم وبه يتهمون.
وهنا نشكر الأخت Joodie Foster على هذه اللفتة الطيبة
لا يمكنني الحديث في هذا الباب كثيرا، فالفلم لا يتضمن مشاهد خيالية تتطلب مؤثرات بصرية خاصة او مشاهد محوسبة. كل أحداث الفلم تحدث داخل الطائرة، باستثناء المشهد النهائي الذي يتخلله انفجار صغير، حيث تتنقل الكاميرات في أرجاء المطار. ما اود قوله يتعلق بالممثلة البارعة Jodie Foster. عندما شاهدت الفلم تذكرت فلمها الرائع The Panic Room والذي يشبه كثيرا في ظروفه هذا الفلم، حيث ان ذلك الفلم أيضا هو ذو حبكة فيها تتعرض الأم وابنتها للخطر من قبل طرف ثالث. جودي فوستر تجيد التمثيل بمهنية وقدرة عالية، وهو ما يتجلى أكثر ما يتجلى في The Panic Room وهو برأيي أفضل افلامها على الاطلاق.
الخلاصة
قلنا سابقا إن الفلم لا يخرج عن كونه مجرد فلم ترفيهي يتضمن اثارة وأحداث متسارعة ومفاجآت. لكن يمكن القول انه يعلم درسا في الثبات على المواقف والكفاح حتى النهاية، وعدم الانجرار وراء ما يقوله الآخرون.
والأهم.. وبعد قليل من التردد.. نخلص الى أن الفلم يشير الى قضية الارهاب الاسلامي وينفيها بشكل يُـشكر المخرج والكاتب عليه، فبارك الله فيهم ووفقهم 🙂
قد تكون صورة ‏‏‏٤‏ أشخاص‏ و‏تحتوي على النص '‏‎FLIGHIPLAN DIEFOSTER "A heart-stopping thriller that will keep you on the edge of your seat." Paul Clinton, CNN‎‏'‏‏
Scroll to Top