حياة أبلة فضيلة ونشأتها
اسمها الحقيقي فضيلة توفيق عبد العزيز هي إذاعية مصرية ولدت في 4 أبريل عام 1929 في محافظة القاهرة، ووالدتها سيدة تركية، ولديها 3 إخوة، بنتين وولد، وشقيقتها هي الممثلة المصرية محسنة توفيق التي توفيت عام 2019، وشقيقتها الثانية مغنية سوبرانو في الإذاعية الإيطالية.
وعن نشأتها تقول إن والدتها سيدة تركية حازمة وطيبة في آن واحد، وكانت صارمة جدًا فيما يتعلق بالدراسة، حيث كانت تفتش حقيبتها المدرسية وإذا وجدت شيء لا يخصها تسألها عن مصدره فورًا.
أحبت فضيلة منذ صغرها قص القصص والحكايات على أبناء جيرانها وفي شاره الملكة نازلي أو رمسيس حاليًا. درست فضيلة في مدرسة الأميرة فريال، وكان من زميلاتها في الفصل ناريمان زوجة الملك فاروق، وفاتن حمامة، حيث كان والدها سكرتير المدرسة.
درست فضيلة في كلية الحقوق جامعة القاهرة، وذلك تنفيذًا لرغبة أسرتها، عام 1984، وكان من دفعتها الدكتور أسامة الباز، والدكتور فتحي سرور، والدكتور عاطف صدقي التي قالت إنه كان دائمًا يتوقع الأسئلة التي ستأتي في الامتحان وتأتي بالفعل.
تزوجت فضيلة من كبير مهندسي الإذاعية المصرية إبراهيم أبو سريع، وأنجبت منه ابنة واحدة اسمها ريم التي تعيش في كندا وانتقلت فضيلة للعيش مع ابنتها في آخر أيامها حتى وفاتها.
علاقتها بالموسيقار عبد الوهاب
خلال حوار أجرته أبلة فضيلة على التلفزيون تحدثت عن علاقتها بالموسيقار عبد الوهاب، حيث قالت إنها طلبت منه أن يغني بصوته أغنية “ست الحبايب” التي لحنها عام 1958 وغنتها فايزة أحمد، ولكنه رفض الأمر بشدة في بادئ الأمر.
ولكن ألحت عليه فضيلة بشدة حتى وافق، لتفاجئ فيما بعد أنه يطلب يدها للزواج من والدتها، بشرط أن يكون الزواج في السر، وهو الأمر الذي رفضته والدتها بشدة، وخصوصًا أه اكان متزوجًا من السيدة إقبال نصار ولديه منها 5 أبناء.
وقالت فضيلة إنها سافرت إلى إيطاليا هربًا منه، ولكنه سافر إلى ورائها وألح في طلبه، ولكنها رفضتها مجددًا، ولتنتهي القصة إلى هذا الحد.
وبعد هذا الخبر طلبها الأستاذ محمد حسنين هيلكل في مكتبه بجريدة الأهرام، وعندما ذهبت إلى مكتبه قال لها: “حبيت أشوف اللي رفضت الزواج من عبد الوهاب”، وقد قالت فضيلة أن عبد الوهاب طلب من الشاعر عبد المنعم السباعي أن يكتب له كلمات أغنية “أنا والعذاب وهواك” بعدما فشل في الزواج منها.
وفاتها
توفيت أبلة فضيلة في 23 مارس عام 2023 عن عمر 92 عامًا في كندا، وقد أعلنت ابنتها ريم عن وفاتها عبر حسابها على فيسبوك، وأعلنت أن الجنازة ستكون يوم الجمعة في مسجد عثمان في مدينة بيكرينج في كندا.
عملها بالمحاماة
بعد التخرج من كلية الحقوق اختارها أستاذها حامد باشا زكي للعمل معه ف يمكتب المحاماة الخاص به، وكان في الوقت نفسه يتولى وزارة المواصلات، وحينما كلفها بأول قضية لها حاولت الصلح بين الخصوم.
وبسبب الصلح الذي تم على يديها عاتبها الأستاذ حامد، وقال لها أن مهنة المحاماة تعتمد على الخلافات، وأنها لا تصلح أن تعمل في المحاماة، ومن الأفضل لها أن تعمل في الإذاعة، وهكذا انتهت مسيرتها المهنية في المحاماة قبل أن تبدأ، وكانت مدتها عملها في المحاماة 24 ساعة فقط.
دخولها الإذاعة
بدأت أبلة فضيلة عملها في الإذاعة عام 1953 وعينت في البداية كقارئة نشرات الأخبار، وقد تعلمت على يد فطاحل الإذاعة والإعلام في هذه الفترة، فكانت ملازمة لبابا شارو دائمًا، وتعلمت على يد حسني الحديدي، ويوسف الحطاب، وسهير القلماوي، وعلي وخليل، وعبد العزيز القوصي وغيرهم.
بسبب حبها لعالم الأطفال قررت فضيلة أن تدرس في كلية رياض الأطفال، وبعدها حصلت على دورات تدريبية لصقل موهبتها، وفي عام 1959 تحقق حلمها بتقديم برامج الأطفال وذلك بعدما انتقل بابا شارو للعمل في التلفزيون.
برنامج “غنوة وحدوته”
في عام 1959 تم اختيار أبلة فضيلة لتقديم برنامج “غنوة وحدوته” بدلصا من الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان المشهور بـ”بابا شارو” وذلك بعدما انتقل للعمل في التلفزيون، وقد قالت فضيلة إنها حصلت على مرتب 12 جنيهًا، وكان كبيرًا بالنسبة بها، لذا كانت توزع نصفه على الفقراء.
استطاعت فضيلة بصوتها الحنون والدافئ وطريقتها الشيقة في قص القصص والحكايات أن تجذب الأطفال والكبار، واشتهرت بجملتها “يا ولاد يا ولاد تعالوا علشان نسمع أبلة فضيلة رح تحكي لنا حكاية جميلة”.
كما كانت تختم قصصها دائمًا بجملة “توتة توتة خلصت الحدوته”، وفي برنامجها روت فضبلة أجمل حكايات الأطفال، ومنها كوب اللبن، وأشطر الشطار، وحكاية الكسلان، وبنت الفلاحة، وشغل بابا، والقطة مشمشمة، وأرنب وثعلب، وأبيض أسود، والمقشة الصغيرة، وغيرها.
كان الاتجاه السائد دائمًا إطلاق لقب بابا أو ماما على مقدمي برامج الأطفال في الإذاعة، ولكن بابا شارو قرر أن يمنحها لقب “أبلة” حتى تكون قريبة أكثر من الأطفال وتكون شقيقة كبرى لهم.
وبجانب قصص الأطفال كانت أبلة فضيلة تستضيف كبار الشخصيات البارزة في الفن والادب والعلوم، ومنهم نجيب محفوظ، وأنيس منصور، وفاروق الباز، وعبد الوهاب، وسيد مكاوي، وعبد الحليم حافظ، كما حاورت فضيلة السيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك.
ظلت أبلة فضيلة تسجل حلقات برنامجها “غنوة وحدوته” حتى عام 2007، وفي عام 2014 انتقلت إلى كندا للإقامة مع ابنتها الوحيدة ريم، وعاشت مع أحفادها وحصلت على الجنسية الكندية.
استمر برنامجها أن يعرض في الإذاعة المصرية في عام 2015، حيث رفع من خريطة الإذاعة منذ سفرها إلى كندا.