لجنة دولية محايدة، وعلى أعلى مستوى قضائي وتحكيمي .. دخلت القدس في 19 يونيو 1930 وأقامت شهراً كاملاً في فلسطين، وكانت في كل يوم تعقد جلسة أو جلستين .. وأثناء الجلسات التي عقدتها اللجنة وعددها 23 جلسة استمعت إلى شهادة 52 شاهداً، من بينهم 21 من حاخامات اليهود و30 من علماء المسلمين، وشاهد واحد بريطاني.
وقدم الطرفان إلى اللجنة 61 وثيقة، منها 35 مقدمة من اليهود، و26 مقدمة من المسلمين.
وثبت للمحكمة الدولية، أن وثائق المسلمين الأكثر صدقا وتجسيدا للحقائق، إذ استطاع دفاعهم أن يثبت أن جميع المنطقة التي تحيط بالجدار وقفٌ إسلاميٌ بموجب وثائق وسجلات المحكمة الشرعية، وأن نصوص القرآن وتقاليد الإسلام صريحة بقدسية المكان عندهم.
وكشفت اللجنة أن زيارة اليهود للحائط ليست حقاً لهم، بل كانت منحة محددة بموجب أوامر الدولة العثمانية، وبموجب أوامر الحكم المصري للشام، ولم تكن إلا استجابة للالتماسات المتكررة بزيارة المكان (ودون السماح لهم بإقامة شعائر الصلاة في هذا المكان)، ويكتفى بالدعاء بلا صوت ولا إزعاج، ولا أدوات جلوس أو ستائر.. وكان ذلك منحة من الحكومات المسلمة كنوع من التسامح الديني، وليس حقاً تاريخياً ولا دينياً ولا عقارياً كما يروج اليهود فى رواياتهم وأكاذيبهم.
وبناء على حيثيات اللجنة الدولية، جاء قرار المحكمة بعد أكثر من 5 أشهر بالإجماع نصا كالتالي:”للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير”.
كما تضمن القرار عدداً من النقاط الأخرى، أهمها: “منع جلب المقاعد والرموز والحُصُر والكراسي والستائر والحواجز والخيام، وعدم السماح لليهود بنفخ البوق قرب الحائط”.
والغريب أن الحكومة البريطانية عقب هذا القرار التاريخى، أصدرت كتاباً أبيض اعترف بملكية المسلمين لحائط القدس وحاول أن يلزم اليهود بالتزام حدودهم واحترام خصوصية وحقوق العرب والمسلمين .. ولكنه رغم ذلك لم ينجح فى تمزيق وعد بلفور الملعون ونزع فتيل أكبر وأخطر مؤامرة ضد المقدسات العربية والإسلامية .. وكما قال مانو بينيدا، النائب الإسباني بالبرلمان الأوروبي: “لولا الولايات المتحدة ما تمكنت إسرائيل في الاستمرار حتى عشر دقائق”، ولولا بريطانيا العظمى أيضا، ما كان للصوص الأرض والتاريخ أن ينعموا بغنائمهم وسرقاتهم وعلى مدار أجيال وأحفاد!!.