بعد نجاح فيلم دعاء الكروان، ذهب منتج الفيلم لعميد الأدب العربي طه حسين لشراء حق روايته “الحب الضائع”، لتحويلها فيلم سينمائي، سأل عميد الأدب العربي طه حسين عن مخرج العمل، فقالوا له بركات مخرج دعاء الكروان وسيكتب السيناريو يوسف جوهر، فقال لهم عميد الأدب العربي: “دول ناس شاطرين.. أنا موافق”.
كان طه حسين قليل الثناء، لكن إذا أثنى عليك فهي شهادة أنك نلت إعجابه بصدق، فهو شخص لا يجامل، كانت موافقته على تحويل الرواية بداية القصة، لتبدأ قصة واحد من أشهر الأفلام في تاريخ أبطاله، لكن هل كانوا أبطاله؟
القصة الأصلية لعميد الأدب كانت على لسان الزوجة و ليس العشيقة كما جاء سيناريو الفيلم، الفيلم نجح نجاحا كبيرا ويعتبر من أيقونات السينما المصرية.
تم تقديم القصة في مسلسل إذاعي بطولة عمر الشريف في دور الزوج وصباح في دور الصديقة وسعاد حسنى لعبت دور الزوجة، وعند تحويل القصة إلى فيلم تم التعاقد مع المخرج حسن الامام على اخراج الفيلم.
كان حسن الإمام مغرم بتمثيل شادية، ورشحها لبطولة الفيلم، وشادية بدورها وافقت لأنه فيلم مع مخرجها المفضل الذي قدمت معه رائعة زقاق المدق، وكذا لأن القصة لعميد الأدب العربي.
ورشح حسن الإمام الفنانة نادية لطفي للعب دور العشيقة، وكان رشدى أباظة هو الزوج، ثم اختلف حسن الامام مع المنتج و اعتذر عن الفيلم وتم اسناد الإخراج إلى الأستاذ هنري بركات، وكان من المنطقي أن تعتذر شادية كرامة لأستاذها حسن الإمام لتتبعهم نادية لطفي.
لكن القصة لها رواية آخرى، وهي أن حسن الإمام اختار شادية، على أن يضم مجموعة من الأغاني واتفقا أن يتم التعاون بين شادية والرحبانية، وبدأت شادية الاستعداد للعمل، وسافرت مع زوجها الفنان صلاح ذو الفقار حيث كانت حامل وقتها، واضطر صلاح لمرافقتها، لتسجيل الأغاني التي سيضمها الفيلم، وتتعاون فيها مع الرحبانية (منصور وعاصي الرحباني) لأول مرة.
ولو سألت عن هذه الأغاني، فهذه الأغاني لم تخرج إلى النور حيث تعرضت شادية للإجهاض وفقدت جنينها، ورفضت المشاركة في الفيلم، واعتذر بدوره المخرج حسن الإمام عن استكمال العمل.
ليقرر المخرج بركات اختيار الفنانة سعاد حسنى في دور الصديقة هذه المرة وزبيدة ثروت في دور الزوجة، نجح الفيلم نجاحا كبيرا وأصبح من أكثر أفلام سعاد حسني مشاهدة، الفيلم مربك ويضعك في العديد من الأسئلة التي لا جواب لها، ويختلف موقفك منها مع اختلاف موقفك من أبطال القصة.
لكن يبدو أن اختيار بركات كان مصدر قلق له، فحصل خلاف كبير بين سعاد حسني وزبيدة ثروت، وكانت زبيدة تعترف أنها لا تحب سعاد حسني، وأنها مجرد زميلة فقط، وفي المشهد الواحد بين الثنائي كانا يتصببا عرقا، مما يستبب في توقف المشهد، ويضطران للإعادة، حتى أن رشدي أباظة صاح في الثنائي صارخا: “يا ستات أعصابنا مش كدا حرام”.
كانت الحرب بين زبيدة وسعاد على أشدها، وقرر المنتج رمسيس نجيب عمل دعاية لكل واحدة بمفردها، وقالت زبيدة في تصريحات تلفزيونية قبل وفاتها: “سعاد لم تكن فنانة جميلة المظهر، وكان شكلها عادي، واستعمالها للماكياج والرموش كان يعطي إحساسا للمشاهد بأنها جميلة الجميلات، وهي كان فيها ميزة مش عند حد، الكاميرا كانت بتحبها”.
تم عمل مسلسل تلفزيوني في السبعينيات بطولة سميرة احمد و ناهد يسري بدور العشيقة (الزوجة الثانية) والفنان يوسف شعبان لعب دور الزوج الدور الذي لعبه الفنان رشدي أباظة.
وتدور قصة فيلم الحب الضائع، حول صديقتين يفرقهما حب رجل واحد، عندما تتزوج إحدى الصديقات وتسافر مع زوجها إلى تونس، تحافظ على علاقتها بالصديقة الأخرى، يموت الزوج في تونس، تصمم الصديقة الأخرى على دعوة صديقتها للعيش معها والتخفيف عن وحدتها، بعد مجيء الصديقة يتعلق بها زوج الصديقة الأخرى، الحب الذي يضع الجميع في مواجهة صعبة مع الصداقة والزواج.
اقرا أيضاً:-
«محمد محي» يفتتح حفل كاسيت 90 من فعاليات جدة
أولاد الزعيم «عادل إمام» في مشهد مؤثر أمام الكاميرا