فى عام 1883 ألّف المستشرق البريطانى ستانلى لين بول (1845-1931) كتابا بعنوان (الحياة الاجتماعية فى مصر) نشره فى لندن بعد الاحتلال البريطانى لمصر بعام واحد.
و هو يعد وصفا موجزا و قيما و عميقا للمجتمع المصرى فى القرن التاسع عشر، يأخذ فيه القارئ- بالنص و باللوحات التصويرية- إلى جو مصر وأرضها.. ويتميز الكتاب بلوحاته المنقوشة على الخشب و الإستيل.
قسـّم ستانلى لين بول الكتاب إلى أربعة فصول؛ تناول فى الفصل الأول عادات وتقاليد أهل المدن، ووصَف حياتهم اليومية من كل الوجوه وأعمالهم و طرق تسليتهم، وبيوتهم وحياتهم العائلية، و الحريم، وحفلات الزواج، والاحتفالات الشعبية والموالد، وطبيعة المصرى البسيط فى كل ذلك .
وفى الفصل الثانى ناقش أحوال المجتمع الزراعى والفلاحين و حياتهم اليومية و بساطة عقولهم ، وإشفاقه على ما يلاقونه من التعب و الظلم.. و تطرق لأثر الاعتقاد فى الأولياء فى الريف المصري.. كما تناول مواقف طريفة من حفلات زواج الأقباط.
ثم إلى الحياة الاجتماعية للبدو فى صحراء مصر الشرقية »العبابدة »، ووصف طبائعهم و حياة التجوال فى الصحراء .
وفى الفصل الثالث، يصف الحياة التعليمية والعقلية للمصري، ومدى تأثره بالدين الإسلامى.
و يُبدى إعجابه بالأزهر وطلابه ومشايخه ، ويقارن بينه وبين جامعتى أكسفورد وكامبريدج فى تلك الفترة ، ثم يتناول الدين الإسلامى والقرآن الكريم، والمساجد الشهيرة بالقاهرة حسب ترتيبها التاريخي.
وفى الفصل الرابع يرصد لين بول مظاهر ازدياد الأثر الأوروبى فى مصرونتائجه. وتبقى الخاتمة موضع نقاش.. إذ تتناول فهم المصريين المغلوط لمبادئ الإسلام، والمسئولية عن الوضع المتدنى للمرأة فى المجتمع و إهمال تعليمها . الكتاب جدير بالقراءة و التأمل.. وهو متحف فنى يرحب بزواره
اقرأ أيضًا:-