إعادة تدوير الزيوت المستعملة خطر يهدد المصريين بانتشار الخلايا السرطانية

تقرير || عبدالحى عطوان

حالة من القلق تسيطر على البعض فى محافظة سوهاج ،بسبب انتشار زيوت طعام مجهولة المصدر يطرحها بعض التجار فى المناطق الشعبية مجددا، بعد تفاقم حملات الترويج لشراء زيوت الطعام المستخدمة من المنازل والمطاعم والشوارع وعبر شبكات التواصل الاجتماعى وذلك فى ظل مخاوف من إعادة تدويرها باستخدام مواد ومذيبات كيماوية غير صحية لتسهيل تسويقها وتعبئتها فى عبوات تحمل علامات تجارية لأسماء شركات وهمية ما يؤدى إلى إصابة من يتناولها بالأمراض

إعادة تدوير الزيوت المستعملة خطر يهدد المصريين بانتشار الخلايا السرطانية

وفى واقع الأمر خلال الفترة الأخيرة انتشرت عدد من الظواهر التى اصبحت تمثل خطرا كبيرا على صحة المواطنين خاصة في المناطق الشعبية والريفية، حيث يقوم بعض الباعة الجائلين بتجميع الزيوت المستعملة من البيوت مقابل من 20 لـ 25 جنيها للكيلو، حيث يمر بمرحلة إعادة التدوير من خلال تنقيته من الشوائب ثم استخدام مواد تعيد لون الزيوت المستعملة إلى حالتها قبل استخدامها مرة أخرى، والتى تعرف باسم «تراب التبييض» أو بـ «سيليكات الأمونيوم»، وبذلك يستعيد الزيت المستعمل اللون الذهبي مرة أخرى، ثم يعاد بيعه مرة أخرى للمطاعم خاصة التي تعتمد على الزيت في مأكولاتها مثل «محلات الفول والطعمية»، وهو ما يشكل خطورة شديدة على الصحة العامة للمواطنين.

وكشف الدكتور جمال عرابي مفتش الصحة، بأن ضعاف النفوس يروجون لزيوت سبق استعمالها بأسعار أقل بكثير عن مثيلاتها وهذا يفتح أبوب الغش والمكسب السريع، مشيرا إلى وجود كميات كبيرة من الزيوت المغشوشة والتى يعود مصدرها إلى بعض المصانع الصغيرة والمطاعم الكبرى وبعض شركات الأغذية حيث تتخلص من زيوت التحمير أولا بأول وتحصل عليها جهات عديمة الضمير تقوم بالتخلص من الشوائب وتغيير رائحتها بأسلوب بدائى ما يؤدى إلى ترسيبات شديدة الضرر وعند استخدامها قد تسبب أمراض القلب والشرايين للمستهلكين وتؤثرعلى كفاءة الجهاز المناعى الأمر الذى يستدعى وقفة حاسمة وتكاتفا للجهود من جميع الجهات المختصة .

وخلال تقرير لموقع حكاوى .. نرصد المخاطر التى تهدد المواطنين من خلال استخدام الزيوت المستعملة

ويقول عاطف عدلى مدير مدرسة الصنايع بنين العسكرية هناك سيارات ربع نقل تحمل جراكن وعبوات زيت طعام تجوب المناطق المكتظة بالسكان وتقوم بطرح منتجها المجهول المصدر بأسعار زهيدة حيث دفع الفضول زوجته لشراء إحدى العبوات وبعد أن فرغت من تجهيز الطعام لصغيرنا فوجئت به يشعر بحالة إعياء وتعب وأسرعت به إلى المستشفى وأخبره الطبيب المعالج بأن سبب مرضه استخدامهم طعاما فاسدا

وفى هذا الإطار يؤكد عدد من الاطباء ان استخدام زيوت الطعام أكثر من مرة يزيد من احتمالات ارتفاع الخلايا السرطانية داخل الجسم، وكذلك سرطان القولون والغدة والقناة والبطن، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وتكوين الدهون الثلاثية الضارة التي تعمل على ارتفاع ضغط الدم وإنزيمات الكبد مما يؤدى إلى تصلب في الشرايين وحدوث جلطات

ويقول احمد جلال ابو ضيف مدير بنك ابو ظبي الاسلامى ظاهرة شراء الزيوت المستعملة واعادة تدويرها للاسف الشديد كانت موجودة منذ سنوات، ولكنها تفاقمت مع اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية وتأثيرها السلبي على الاستيراد، حيث تسبب اضطرابات خطوط الإمداد في ارتفاع أسعار السلع الغذائية خاصة الزيوت

وتابع ابو ضيف مؤكدا على ان مصر واجهت أزمة كبيرة في توفير السلعة بسبب أنها تستورد نحو 90% من احتياجات السوق المحلية منه سنويا، حيث يصل حجم الاستهلاك المحلي من الزيت نحو ٢.٤ مليون طن سنويا، بمعدل ٢٠ كيلوجراما للفرد، وهو ما دفع البعض للجوء إلى بدائل أقل تكلفة دون الاهتمام بتأثير ذلك على صحة المصريين، فزاد إنتاج الزيوت المغشوشة التي تباع في زجاجات جديدة ولا يمكن تفريقها عن مثيلاتها السليمة.

وطالب حمادة فرغلى الامين العام لحزب التجمع بسوهاج بتشديد الرقابة على المطاعم خاصة الفول والطعمية من قبل مفتشي الصحة والجهات المعنية للتأكد من سلامة ما يقدمونه من أطعمة للمواطنين، كذا تعقب مصانع بير السلم التي تقوم بتجميع الزيت المستعمل وإعادة تدويره وتعبئته وبيعه للمواطنين بسعر أقل من سعر السوق.،، وايضا بوضع ضوابط صارمة على تجميع الزيوت المستعملة، وإطلاق حملات توعية للمواطنين بأهمية الاستفادة من الزيت المستعمل في إنتاج الوقود الحيوي وبعض الصناعات مثل الصابون، وليس في إعادة الاستخدام أو التخلص منه في الصرف الصحي لما يسببه من أضرار بالبنية التحتية.

وأردف محمد حسن ابو فوز مدير ادارة تموين طهطا أن جميع مضبوطات الزيوت الفاسدة التى تحمل علامات تجارية مقلدة يتم ضبطها ونقوم بإعدامها بشكل يومى ولاننكر وجودها وأن كل الأسواق والمحال تخضع لعملية رقابة محكمة من قبل لجان التفتيش بمديرية التموين ومباحث التموين من خلال شن حملات دورية ومتابعات يومية مكثفة تجوب أسواق مدن ومراكز المحافظة وتستهدف أصحاب المحال التجارية والباعة الجائلين والشركات الغذائية للتأكد من مدى صلاحية زيوت الطعام ومطابقتها للمعايير والمواصفات الصحية المتبعة لضمان وصولها إلى المستهلك بحالة جيدة مع ملاحقة المخالفين والتصدى لهم بكل حزم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم والتى تصل إلى تعرض المنشأة للإغلاق ووقف الترخيص وإحالتهم للمحاكمة

وبدوره حذر المحاسب محمد ابراهيم ، وكيل وزارة التموين بسوهاج من الانجرار وراء إعلانات تجارية تروج لبيع زيوت الطعام بأسعار زهيدة والتأكد من صحة تاريخ الصلاحية وتوخى الحذر من الشوائب الموجودة داخل الزجاجة حيث إن الشوائب تؤكد أنه غير صالح للاستهلاك الآدمى لافتا إلى أن إقدام بعض المواطنين على شراء سلع مجهولة المصدر يوقعهم فى براثن الباعة «الغشاشين»

وفى النهاية …ناشد عدد كبير من المواطنين عبر “موقع حكاوى “الجهات المسئولة بتشديد الرقابة على بيع وشراء وتجميع الزيوت المستعملة ومصانع اعادة تدويرها ووضع ضوابط صارمة على محلات الاكل التى تستخدم تلك الزيوت ورفع قيمة الغرامات ضد المتاجرين بصحة المصريين

Scroll to Top