اسوان تودع جنازة الأمير كريم الحسينى أغاخان، الأغاخان الرابع امام الطائفة الإسماعيلية

ودعت مدينة أسوان، صباح اليوم، الأحد، فى جنازة رسمية، الأمير كريم الحسينى أغاخان، الأغاخان الرابع، والإمام الـ 49 للطائفة الإسماعيلية والذى توفى مساء الثلاثاء بمدينة لشبونة البرتغالية، وتم نقله إلى أسوان لدفنه فيها.

تقدم الجنازة الرسمية، اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، والأمير رحيم أغاخان وأسرته، بجانب حضور المهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، والدكتورة حنان الجندى المدير التنفيذى لمؤسسة أم حبيبة، وعدد من أفراد الأسرة والأطفال

تحرك موكب الجنازة التى تم استقبالها بمطار أسوان الدولى، من أمام مقبرة العقاد بمدينة أسوان، إلى ميدان الدكتور مجدى يعقوب أمام مجمع محاكم أسوان، ثم تتحرك الجنازة فى عدد من المراكب النيلية إلى البر الغربى لنهر النيل متوجهة إلى مقبرة الأغاخان الثالث ليوارى مثواه الأخير.

 

وفى لفتة تضامنية، دقت أجراس الكنيسة فى أسوان، بالتزامن مع مرور جثمان الأمير الراحل كريم الحسينى، أثناء المراسم الرسمية لتشييع جنازته، وتقدمهم رجال يحملون النعش ويرتدون الملابس البيضاء من أهل أسوان وأبناء النوبة تابعين لمؤسسة أغاخان أم حبيبة.

قدم اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، التعازى باسم الدولة والحكومة المصرية لأسرة زعيم الطائفة الإسماعيلية ، والذى أوصى بأن يتم دفنه بجوار جده السلطان محمد شاه بالجبل الغربى، وتم استقبال الجثمان وأفراد الأسرة والأمير رحيم بمطار أسوان الدولى، موضحاً بأنه تم تقديم كافة التسهيلات والتيسيرات مع سرعة إنهاء الإجراءات السريعة ، وإنهاء جميع التراخيص والتصاريح وفقاً لتعليمات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء.

وتوفى الأغاخان الرابع، الأمير كريم الحسينى، عن عمر يناهز 88 عام، مساء الثلاثاء، في مدينة لشبونة البرتغالية، وتم نقله إلى أسوان ليدفن فيها، و وُلد “الحسينى” في 13 ديسمبر عام 1936، في سويسرا وأصبح الزعيم الروحي لطائفة الإسماعيليين وهو في الـ20 من عمره عندما كان طالباً بجامعة هارفارد، حيث خلف جده السير سلطان محمد شاه آغاخان، والذي دفن في ضريح آغاخان الشهير بمدينة أسوان.

وأقام “الحسينى” إمبراطورية ضخمة أنفقت مليارات الدولارات الأموال الخيرية في بناء المنازل والمستشفيات والمدارس في البلدان النامية، بخلاف نشاطاته المتعددة التي كونت ثروة قدرت بنحو 13.5 مليار دولار.
ومقبرة الأغاخان فى أسوان هى مقبرة مخصصة لأسرة الأغاخان زعماء الطائفة الإسماعيلية النزارية وتعود قصة دفن الأغاخان فى أسوان، للسلطان محمد شاة الحسينى “الأغاخان الثالث” والذى بنى مقبرة فخمة على ربوة عالية فى أسوان وأوصى بالدفن فيها.

وكان أغاخان يعانى من الروماتيزم وآلام فى العظام ولم تشفع له ملايينه فى العلاج وفشل أعظم أطباء العالم حينها فى علاجه فنصحه أحد الأصدقاء بالذهاب إلى أسوان، وصل الأغاخان الثالث لأسوان، وتلقى علاج طبيعي بالدفن فى رمالها وبالفعل شفى من مرضه وعاد للحركة ماشيا على أقدامه مرة أخرى، لذا حب أن يدفن بعد مماته فى رمال أسوان، وتوفى فى عام 1959.

وتقع المقبرة على ربوة عالية بالبر الغربى للنيل فى مواجهة الجزء الجنوبى للحديقة النباتية وصممت المقبرة على التراث المعمارى الإسلامى الفاطمى بناء على رغبة أغاخان ونفذها شيخ المعماريين العرب ورائد العمارة الإسلامية الدكتور مهندس فريد شافعى أستاذ العمارة فى مصر وتحولت المقبرة تحفة معمارية ومزاراً سياحيا حتى أوصت أسرته بعد ذلك بإغلاق المقبرة أمام الزائرين.

وقال محمد صبحى، مرشد سياحى لـ”اليوم السابع”، إن “أغاخان” من مواليد كراتشى حينما كانت جزءا من بلاد الهند فى 12 نوفمبر 1877، أبويه من أصل فارسى وإيران لم تمنحه الجنسية الإيرانية إلا بعد أن انتخب رئيساً للأمم المتحدة (من عام 1934 إلى 1937 ) حينئذ أعطته إيران جنسية أبائه قبل أن تهاجر عائلته إلى الهند منذ قرن مضى.

وأضاف “صبحى”، أن مقبرة الأغاخان وزوجته تقع على ربوة عالية بالبر الغربى للنيل فى مواجهة الجزء الجنوبى للحديقة النباتية واختارها السلطان محمد شاة الحسينى (أغاخان الثالث) وبنى مقبرة فخمة على ربوة جميلة عالية حيث تم بناؤها على الطراز الفاطمى، وكان أغاخان يعانى من الروماتيزم و آلام فى العظام ولم تشفع له ملايينه فى العلاج فقد فشل أعظم أطباء العالم حينها فى علاجه فنصحه أحد الأصدقاء بزيارة أسوان، فإن فيها شتاء دافئا عجيبا و شعبا طيبا حبيبا فجاء أغاخان إلى أسوان فى عام 1954 بصحبة زوجته وحاشيته ومجموعة كبيرة من أتباعه.

وأشار إلى أن الأغاخان عجز عن المشى ويتحرك بكرسى متحرك وكان يقيم بفندق كتراكت العتيق، وأحضروا له أفقه شيوخ النوبة بأمور الطب، فنصحه بدفن نصف جسمه السفلى فى رمال أسوان ثلاث ساعات يومياً ولمدة أسبوع واتبع الأغاخان نصائح الشيخ النوبى وبعد أسبوع من الدفن اليومى عاد أغاخان إلى الفندق ماشياً على قدميه، وحوله فرحة عارمة من زوجته وأنصاره ومؤيديه.

وتابع: لذا قرر أغاخان أن يزور أسوان كل شتاء حيث عشق أغاخان والبيجوم أم حبيبه نيل أسوان وأقاموا فى فيلا تطل على نهر النيل وهى التى أشرفت على مراسم دفنه وجنازته وهى التى بنت له مقبرته الشهيرة والتى صممها ونفذها شيخ المعماريين العرب ورائد العمارة الإسلامية الدكتور مهندس فريد شافعى أستاذ العمارة فى مصر كلها الذى جعل من المقبرة تحفة معمارية ومزاراً يشارك له بالبنان ليبنوا له مقبرة تخلد ذكراه فى المنطقة التى شفته من المرض فصمم المقبرة على التراث المعمارى الإسلامى الفاطمى بناء على رغبة أغاخان وأوصى بأن يدفن فى هذه المقبرة حين مماته، وتوفى فى عام 1959 وكما وصى بالدفن فى مقبرته فقد جاءت به زوجته وآلاف من أتباع الفرقة الإسماعيلية، حيث أن لها ملايين الأتباع فى كل أنحاء العالم وكانت جنازة مهيبة وقفت لها محافظة أسوان على قدم وساق .

وأوضح “صبحى” بأن الأغاخان كان يعشق الورود وخاصة الحمراء فكان يملأ كل الغرف التى يجلس فيها بالورود وتعرف أغاخان على بائعة ورود ” البيجوم ” ومن كثرة عشقه للزهور أحب البيجوم وأحبته فتزوجها وحولها من بائعة ورود فرنسية بسيطة إلى واحدة من أغنى أغنياء العالم، وكما اجتمع الأغاخان وزوجته أُم حبيبة على حُب الورود فقد افترقا أيضا على حُبِه فكانت توضع كل يوم فى التاسعة صباحا وردة حمراء جديدة من نوع “رونرا بكران” داخل كأس فضى على قبره بواسطة أحد العمال وكانت تأتى الزوجة أُم حبيبة مرة كل عام لتغير الوردة بيدها وكانت تذهب للمقبرة بمركب ذى شراع أصفر حيث أن كل المراكب الشراعية ذات أشرعة بيضاء ليعرف أهالى أسوان أن أُم حبيبة قد جاءت وأنها لم تنس زوجها الحبيب وأصبحت مقبرة أغاخان مزارا سياحيا شهيرا وتوفت أم حبيبة فى يوليو 2000 ميلادية ودفنت بجوار زوجها الأغاخان.

Scroll to Top