تعقد جامعة الدول العربية، اجتماعا طارئا ودورة غير عادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري غدا الأربعاء، لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسبل التحرك السياسي العربي للتصدي لهذا العدوان، وذلك بناء على طلب دولة فلسطين من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك وفقا لما أعلنه السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية.
ويتزامن الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية، مع ما تشهده الأراضي الفلسطينية من تصعيد كبير بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي ، بعد إطلاق كتاب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس لعملية طوفان الأقصى، ردا على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في حق الشعب الفلسطيني واستمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
استشهاد أكثر من 788 فلسطينيا وأكثر من 4100 في الغارات الغاشمة لقوات الإحتلال
وتنفذ إسرائيل هجوما غاشما وغارات مستمرة على قطاع غزة في عملية أسمتها “السيوف الحديدية” قصفت فيها حتى الآن مئات الأهداف داخل قطاع غزة في واحدة من أكبر الهجمات التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من 20 عاما تستهدف فيها البنى التحتية لقطاع غزة، والذي راح ضحيته حتى الآن استشهاد نحو 788 شهيدا وأكثر من 4100 جريح ومصاب وفقا للمصادر الرسمية الفلسطينية.
ويأتي اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بناء على طلب دولة فلسطين في مذكرة رسمية تقدم بها مندوب دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، لطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورة غير عادية في أقرب موعد ممكن، لبحث سبل التحرك السياسي على المستوى العربي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي ومساءلة مرتكبيه وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحقيق السلام والأمن المرتكز على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ووفقا لتصريحات مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، فإن الاجتماع العاجل يأتي في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تصعيد اقتحامات المسجد الأقصى المبارك من قبل آلاف المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين على مدار الأيام الماضية، تحت حماية ورعاية الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، وما تلا ذلك من تصعيد غير مسبوق في قطاع غزة، وعدوان إسرائيلي على القطاع يستهدف قتل وإرهاب المدنيين وتدمير الأبراج السكنية والبنية التحتية الفلسطينية، وكذلك تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وسياسة الاغتيالات، بهدف الإمعان في قتل أبناء الشعب الفلسطيني وكسر إرادتهم وتدمير مقدراتهم وممتلكاتهم.
أبو الغيط: حذرنا مرارا من سياسات إسرائيل العنيفة والمتطرفة التي تحرم المنطقة من أي فرصة للاستقرار
ومنذ الساعات الأولى لبدء العمليات العسكرية صباح السبت الماضي، وحذرت جامعة الدول العربية على لسان الأمين العام أحمد أبو الغيط من تفاقم الأوضاع، ودعا الأمين العام الي وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري، مذكرا بما سبق أن حذر منه مراراً من أن استمرار إسرائيل في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أي فرص جادة للاستقرار علي المدي المنظور.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية المستشار جمال رشدي، أن دائرة المواجهة المسلحة بين الجانبين تبتعد بالمنطقة عن أية فرص حقيقية لتحقيق الاستقرار او السلام في المستقبل القريب، مؤكدا أن الأمين العام لديه اقتناع كامل بمسؤولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات اليمين الإسرائيلي المستفزة ضد المقدسات الإسلامية والمضادة لحل الدولتين والتي تحاول إجهاض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٦٧.
جهود دبلوماسية للأمين العام لوقف التصعيد وحقن الدماء
واستمرارا للجهود الدبلوماسية التي تبذلها جامعة الدول العربية لوقف حالة التصعيد التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، حقنا للدماء ودعما لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف وفقا للمبادرة العربية للسلام، عقد أبو الغيط جلسة مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف في العاصمة الروسية موسكو، أكد فيها أن المشكلة لم تبدأ من الأمس، ولا يمكن اجتزاء الوضع الراهن من السياق الزمني، وهو استمرار الاحتلال، ومنع الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، مؤكداً أن خنق أي جهود للسلام، وحصار السلطة الفلسطينية، ومواصلة الاستيطان وقضم الأراضي بلا توقف هي عوامل لا يمكن إغفالها اليوم.
وأكد أبو الغيط أنه حذر مراراً من أن السياسات الإسرائيلية المتطرفة تمثل قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من الاستقرار، ومن يصر على رؤية الموقف من زاوية واحدة إنما يخطئ لعجزه عن رؤية شمولية الموقف، لافتاً إلى أن هناك اتفاقاً في موقفي الجامعة العربية وروسيا في ما يخص الشأن الفلسطيني، يتمثل بأن الأولوية الآن وقف التصعيد، وحقن دماء المدنيين، ومنع تدهور الموقف إلى ما هو أخطر.
وحذر أبو الغيط من الانتقام من سكان غزة المدنيين الذي لن يجلب للإسرائيليين الأمن، وسوف يسهم في تصعيد الموقف، مشدداً على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وإطلاق الأفق السياسي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.