طلب تعويض 20 مليون جنيه لسيدة الدقهلية بعد البراءة من الإعدام

صوت من خارج الزنزانة «تعالي ياكريمة أنتِ أخدتي براءة اخلعي البدلة الحمراء بهذه الكلمات تم إبلاغ السيدة كريمة بالحكم .. فلم تصدق أو تستوعب أنها بعد مرور 6 سنوات ستعود مرة أخرى لبناتها وقريتها رافعة رأسها بعد تبرئتها.

20 مليون جنيه تعويضاً عن 6 سنوات في الحبس

أعلن محامي سيدة الدقهلية، إنه سيقدم دعوة تعويض بمبلغ 20 مليون جنيه حيث سيطالب الجهة المسئولة عن حبسها بتعويض قيمته 20 مليون جنيه، وذلك عن الضرر الذي وقع على موكلته وقضائها 6 سنوات داخل السجن ظلمًا، وإصابتها بجلطة في القدم، و أوضح أنه سيرفع دعوى تعويض أخرى ضد أسرة الزوج المجني عليه، وسيترك قيمته لتقدير هيئة المحكمة، وسيتم رفعهما بعد 60 يومًا من صدور الحكم.

وأضافت المصادر، أنه يحق للشخص التعويض في حالة الخطأ في تطبيق القانون وبالأخص في القضايا المقيدة للحرية، ومتى توافرت عناصر التعويض من المسئولية التقصيرية وعلاقة السببية والضرر، ويجوز للسيدة تعويضها عن الأضرار الأدبية والمعنوية جراء الحكم، وما كان له أثر سلبي على حياتها الشخصية طبقًا للمادة 163 من القانون المدني التي تنص على كل خطأ سبب ضررًا للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض، وتنص المادة 174 من القانون المدني على يكون المتبوع مسئولًا عن الضرر الذي يحدثه تابعه بعمله غير المشروع، متى كان واقعًا منه في حال تأدية وظيفته أو بسببها، وتقوم رابطة التبعية، ولو لم يكن المتبوع حرًا في اختيار تابعه، متى كانت له عليه سلطة في رقابته وفي توجيهه.

بداية القضية

بدأت قصة كريمة السيد عبد الحميد (40 سنة)، في 5 ديسمبر 2017، عندما كان تجلس في بيتها بمدينة محلة دمنة بمحافظة الدقهلية، وكانت في ذلك الوقت مصابة بكسر في القدم، وسمعت صرخات الجيران والأهالي بعثورهم على جثة زوجها محمد عبده الشربيني عبده، ملقاة في الأرض الزراعية بجوار شريط السكة الحديد.

كشف تقرير الطب الشرعي حينها أن الوفاة نتيجة سم، واتهمت أسرة الزوج وقتها زوجته المتهمة بدس السم له في مشروب القهوة لتتخلص منه لرغبته في الزواج من أخرى ولخلافات بينهما، وتجمعت القرائن حول المتهمة واكتملت القضية فصدر الحكم بإعدامها في 2 سبتمبر 2019.

شقيقة المتهمة

تقول سها شقيقة كريمة «فقدنا الأمل أنها تحصل على البراءة لكن لم نفقد الأمل في ربنا، وبعد الواقعة، رفضت أسرة زوجها المتوفى تربية بناته صابرين وياسمين، وكانت أصغرهم في الصف الثالث الابتدائي فأخذتهم وقررت أن أربيهم بدلا من أختي، والتي تأكد الجميع أنها لن تنجو من حبل المشنقة، ثم تم وضعهم بدار رعاية.

وأضافت أنه من شهر واحد فقط فوجئت باتصال بأن محكمة النقض قضت ببراءة أختي كريمة، وبعد شهر من الإجراءات خرجت من السجن واستقبلناها بفرحة لم نعشها في حياتنا، أختي عاشت أياما صعبة وظلم فكل القضية كانت ضدها، وأصيبت بالجلطة من الحسرة، وأصيبت بالأمراض، فعاشت أكثر من 3 سنوات في خوف ورعب من أن السجان سيدخل عليها يقودها إلى حبل المشنقة في أي وقت، وتدهورت حالتها الصحية.

كريمة والبدلة الحمراء

تقول كريمة الناجية من حبل المشنقة «كنت بتحاكم على حاجة لم أفعلها، وكنت أقول لنفسي ربنا اسمه العدل وأكيد الحق هيبان في أي وقت، ووجدت نفسي ارتدي البدلة الحمراء، واعتبرت نفسي هاموت في أي وقت، وهاجمتني الأمراض ومكنتش مصدقة أني هخرج فعلا من وقت صدور الحكم وعلى مدار شهر حتى تم الانتهاء من الإجراءات.

تقاوم دموعها قالت كريمة «هعيش لأطفالي أربي بناتي وأعوضهم فقدي لهم لمدة 6 سنوات، وهانسى كل اللي حصل لي وهاعيش حياة جديدة وسطهم.

محامي كريمة وتفاصيل البراءة

كشف وهدان فاروق الباز، محامي كريمة عن تفاصيل البراءة التي أنقذت رقبتها من الإعدام، بعد إدانتها بالتخلص من زوجها لافتا أن السر وراء توقيت تناول المجني عليه السم فقد تناول المشروب أثناء جلوسه على المقهى، وظل هناك من الساعة السادسة والنصف مساء وحتى التاسعة والنصف، ثم أخبر أصدقاءه أنه ذاهب لزوجته، وذلك على الرغم من وجود خلافات ترك على إثرها المنزل منذ فترة وذهب لبلدته منية النصر بالدقهلية.

وأضاف، أنه وفقًا لشهود العيان والتحريات، فإن الزوج توجه لزوجته الساعة التاسعة والنصف، وتناول معها فنجان قهوة آخر دست به السم، وهو ما نفته الزوجة في اعترافاتها، مؤكدة أنه لم يصعد لمنزلها مطلقًا ولا تقدر على الحركة بسبب كسر في قدمها.

وأوضح المحامي، أنه وفقًا للمراجع العلمية فإن سم الفئران يستغرق 4 ساعات على الأقل للتفاعل داخل الجسم وحدوث الوفاة، ووفقًا للتقرير الطبي فإن الزوج توفى الساعة 11 مساءً، أي أن فرق التوقيت بين ذهابه لزوجته ووفاته يتراوح ما بين ساعة وساعة ونصف الساعة فقط، لذلك فتوقيت دس السم في القهوة كان ما بين الساعة السابعة والنصف والثامنة، أي في أثناء وجوده بالمقهى مع أصدقائه.

وأكد الباز، أنه قدم للمحكمة مستندًا رسميًا يثبت تفاعل سم الفئران بعد 4 ساعات من تناوله، وهو ما يتنافى مع أقوال شهود العيان من أصدقاء المجني عليه، ويؤكد أقوال الزوجة بأن الزوج لم يذهب للمنزل.

ولفت المحامي إلى أنه منذ توليه القضية وكان يثق في براءة موكلته ونزاهة القضاء المصري، مؤكدًا أن الحكم تاريخي، وسيؤدي إلى إعادة فتح القضية من جديد لضبط المتهم الحقيقي وتقديمه للمحاكمة حتى تظهر الحقيقة للجميع.

فرحة أهل قريتها بعد البراءة

أثار استقبال أهالي قرية محلة دمنة التابعة لمركز المنصورة محافظة الدقهلية، لكريمة السيد عبدالله الحميد والتي اتهمت في 2017 بقتل زوجها بدس سم فئران في كوب قهوة، وحكم عليها بالإعدام في 2019، حالة من الفرحة والأمل، عقب وصولها لبلدتها وحبس استمر لسنوات منها 4 سنوات ارتدت فيها البدلة الحمراء الخاصة بالمحكوم عليهم بالإعدام.

وكانت محكمة النقض قد قضت في 17 يناير الماضي، ببراءة سيدة من محافظة الدقهلية، بعد الحكم عليها بالإعدام شنقا ومكوسها داخل السجون لمدة 6 أعوام كاملة فى التقاضى، من بينهم 4 سنوات تنتظر تنفيذ حكم الإعدام عليها والذى أصدرته محمكة جنايات المنصورة.

اقرأ أيضاً:-

«محمد الراعي» يعلن”إمكانية عودة مرتضى منصور لرئاسة الزمالك”

“التريند جنن عقول البعض .. تامر حسني يرد علي أحمد آدم

عاجل جماهير الترجي تحطم اتوبيس الزمالك بدون اصابات

عالم الزلازل الهولندي الاسبوع القادم دمار علي هذة الدول

Scroll to Top