
يوجد بمدينة سان بطرسبرغ “جسر مصري” كان افتتح منذ زمن بعيد، في 6 سبتمبر عام 1826. هذا الجسر المميز صممه مهندسان هما فاسيلي خريستيانوفيتش وويلهلم فون تريتر
ارتبط الجسر بمصر بسبب التصميم المستوحى من الحضارة المصرية الفرعونية. كانت أوروبا بكاملها في تلك الحقبة مولعة بالحضارة المصرية القديمة وبرموزها وثقافتها. الحال ذاته كان في الإمبراطورية الروسية.
زُين الجسر المصري بالنقوش الهيروغليفية فيما ربضت تماثيل أبي الهول المصنوعة من الجرانيت وحديد الزهر عند المدخل، برؤوس مزينة بالفوانيس.
كان هذا الجسر وقت بنائه أحد الجسور المعلقة الأولى في روسيا. شيد الجسر القديم من الخشب وكان بعرض 11.7 مترا ويمتد فوق قناة “فونتانكا” فوق نهر “نيفا”، لمسافة 55 مترا. إضافة إلى ذلك، كان هيكل الجسر معلق بثلاث سلاسل معدنية، اثنتان عند الحواف وواحدة في منتصفه.
تغير مظهر الجسر المصري مع الزمن وجرى ترميمه وإدخال إصلاحات عليه عدة مرات، لكنه احتفظ بخصوصيته وباسمه وبتماثيل أبي الهول حتى الوقت الحالي.
الحادث الكبير في تاريخ الجسر تمثل في انهياره عام 1905. أثناء مرور كوكبة من الجنود الفرسان وعبو 11 زلاجة من سائقيها في الاتجاه المعاكس، اهتز الجسر تحت حوافر الخيل، وتحطم فجأة وانهار.
لحسن الحظ لم تحدث خسائر بشرية. ثلاثة من الخيول فقط غرقت في النهر. قيل إن الجسر انهار لأن الخيول كانت تسير بفرسانها بشكل إيقاعي تماما. تسببت الاهتزازات الناجمة عن ضربات الحوافر في تصدع الهيكل.
بعد الحادثة، شيد المهندسون جسرا خشبيا مؤقتا جرى استبداله فقط عدة مرات. استمر هذا الوضع حتى عام 1955، حين بُني الجسر المصري مجددا بنفس المقياس المعماري الأصلي ولكن بالحجر.
حرص مصممو الجسر المصري الجديد وهم المهندسون المعماريون فلاديمير ديمشينكو وفلاديمير فاسيلكوفسكي وبيتر أريشيف الحفاظ بقدر الإمكان على شخصية الجسر المصري السابقة. ساعد في ذلك كذلك نجاة منحوتات أبي الهول السابقة الأصلية بأعجوبة وعدم تعرضها لأي ضرر أثناء انهيار الجسر القديم عام 1825.