تداولت مواقع التواصل الإجتماعي تسجيلًا صوتيًا سجله أحد المواطنين تظهر به أصوات لأطفال يتعرضون للتعذيب في إحدى الحضانات بمحافظة الأسكندرية، مما أثار حالة غير مسبوقة من الاستياء لدى الكثير، بسبب هذا التسجيل الذى تقشعر لها الأبدان، ونحن الآن في صدد الآية الكريمة «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ».
قامت مدرسة كانت تعمل سابقًا في حضانة بالإسكندرية بتسجيل مقطع صوتي لأطفال يتعرضون للتعذيب داخل الحضانة على يد المديرة، وقامت بإرسالها لأولياء الأمور، وتسبب هذا التسجيل في تحرير 10 من أولياء الأمور محاضر ضد المسؤولين عن الحضانة بمنطقة السلطان حسين بوسط محافظة الإسكندرية، اتهموهم فيها بتعنيف وضرب صغارهم.
قالت سارة هاني، مدرسة سابقة في إحدى الحضانات بالاسكندرية وصاحبة التسجيل الصوتي للتعذيب، إنها عملت لمدة عام بشكل متقطع كمدرسة للغة الإنجليزية، وأنه من المفترض أن الحضانة مستواها مرتفع جدًا، لكن تصرفات وسلوك المديرة مع الأطفال وضربهم وتعذيبهم كان أمرًا مسيئا لسمعة الحضانة، و اشارت إلى أنها كانت تشاهد ضرب الأطفال أمام أعينها، وكان من المحظور أن تتعامل إحدى المدرسات مع أولياء الأمور، ومن يتعامل معهم يتعرض للمسألة القانونية.
صاحبة التسجيل: «المديرة كانت بترفع الأولاد من شعرهم وودانهم»
وأوضحت «سارة» أن مديرة الحضانة كانت تضرب الأطفال ضربًا مبرحًا على رؤوسهم، وتقوم برفعهم من على الأرض ممسكة بشعورهم وآذانهم، وأشارت إلى أنها حاولت أكثر من مرة النقاش مع المديرة لمنعها عن هذه التصرفات ولكنها كانت تجيب
« أنتوا مش فاهمين حاجة أنا ربيت أجيال»
وأشارت «هاني» إلى أنها قررت أخذ رد فعل بعد ترقيتها لأدمن للحضانة، وحصولها على أرقام أولياء الأمور وقدرتها على التواصل معهم، إلا أن المديرة كانت تلقنها ماذا تقول لأولياء الأمور حينما يحادثونها، حتي تهيأت لها الفرصة بمقابلة إحدى جدات الأطفال في عزاء أحد أقاربها، وتم ضرب هذا الطفل على رأسه الأسبوع الماضي، واعتبرت سارة هذا الفعل تشجيعاً لها على الإبلاغ، لأن المديرة كانت تملك مقدرة على تكذيب كل من يحاول نقل ما تقوم به من أفعال مشينة وتعذيب للأطفال.
وصرحت «سارة هاني» بأن في نفس اليوم الذي تمكنت فيه من تسجيل عمليات التعذيب، اخطرت الموظفين أنها لن تعود للعمل مرة أخرى، وطالبتهم بإخطار مديرة الحضانة أنها ستقوم بالإبلاغ عنها ولن تترك حق الأطفال.
كما كشفت عن بعض الوقائع المفزعة التي شاهدتها أثناء فترة عملها في الحضانة ضد الأطفال، ومنها أن المديرة كانت تجبر الأطفال في حالة «التقيؤ» أن يأكلوا ما سقط من فمهم، وتمنع آخرين من تناول الطعام طوال اليوم في وقائع تعذيب صعبة.
إحدى أولياء الأمور: «جالنا تسجيل صوتي لابنتنا وهي بتنضرب ضرب تعذيبي»
صرحت سارة مصطفى،ولية أمر الطفلة كاميليا، إحدى ضحايا التعذيب في الحضانة بأن يوم الخميس الماضي، تواصل أحد أولياء الأمور مع زوجها، ليخبره أن الأطفال يتعرضون للضرب والتعذيب، وفي الوقت نفسه توجه العديد من اولياء الأمور لقسم الشرطة لتحرير محاضر.
وقالت«سارة مصطفى»: «جالنا تسجيل صوتي لابنتنا وهي بتنضرب ضرب تعذيبي داخل الحضانة وتطلق صراخا جراء التعذيب، وماكنتش مستوعبة إن ده ممكن يحصل لغاية ما سمعت صوتها في التسجيل».
وأشارت إلى أن ابنتها أمضت عاما منذ انضمامها للحضانة، وأنها لاحظت اضطرابا في نفسية البنت وتصرفاتها، بالإضافة إلى خوفها الدائم من الذهاب إلى الحضانة، كما أن البنت ذكرت لها أنها تعرضت لضرب وعند سؤال العاملة أخبرتها أن هذا غير صحيح، وقالت لها: «كاميليا حبيبتنا»، و أضافت أن المصروفات الشهرية للحضانة ليست قليلة، حيث إن الاشتراك الشهري 3150 جنيهًا.
اقرأ أيضًا: