( الأنصاف والعدل أساس الملك وإليكم لقطة مضيئة من ماضي الملك الذي قيل ظلما انه كان فاسد…
سنة ١٩٤٧ م … وصلت أخبار إن الأمير ” محمد بن عبد الكريم الخطّابي ” شيخ شيوخ المغرب وفارس فرسان دولة الريف اللي أبادها الفرنسيين والأسبان بالكيماوي لأول مرة في التاريخ … ( اللي ميعرفش الخطّابي يبحث عنّه ) … وصلت الأخبار إن كتيبة فرنسية تنقله من منفاه من جزيرة نحن سيطرة فرنسا قبالة سواحل أرتريا أو الصومال عشان تنقله لمسواه الأخير ونفيه مدى الحياة في فرنسا على ظهر سفينة أسترالية … والسفينة دي بتتزود بالأكل في ميناء عدن في اليمن … وفي طريقها لفرنسا من خلال قناة السويس …
الملك فاروق حس إن دي إهانة لقائد وفارس وأمير شجاع … حارب أكتر من ٣٠ سنة إستعمار بلاده من الإسبان والفرنسيين … وشاف إن مجرد عبوره من قناة السويس بس لمنفاه ده يُعتبر عِمالة وتواطؤ … فقرر إنه يحرر الخطّابي … ويأمنله حياة كريمة تليق بيه على أرض عربية … عشان ميتعاملش معاملة المسجون أو المذلول في فرنسا …
رغم إن العلاقات المصرية الفرنسية أصلاً كانت زي الزفت … قرر الملك فاروق إنه يوقّف السفينة الأسترالية وينزع السلاح من الكتيبة الفرنسية ويحرر الخطّابي بالقوة … ولما قائد الكتيبة الفرنسية حذّر الجيش المصري من الفعل ده … كان رد الجيش إن عليكم إحترام السيادة المصرية على الأراضي المصرية … وإن مفيش محاكمة عادلة أجريت للخطابي وبالتالي وجوده معاكم يعتبر ” خطف ” والدولة المصرية لن تسمح بأن تساهم في خطف بطل عربي وأمير بن أمير من أرضه وتسليمه كالخائن للفرنسيين …
ثارت القيادة الفرنسية وطالبت الإنجليز بالتدخل وتسليم الخطّابي في أسرع وقت … إلا أن الملك فاروق بلّغ الإنجليز أن الخطابي في ضيافة حضرته الملكية … وإن الخطابي في حماية الملكية المصرية ولن يُسلم أو يحاكم أو يتم إعتباره مُذنب لأن مفيش ذنب في أن الإنسان يدافع عن أرضه ولو بالسلاح .
بقي الخطابي في مصر سالماً كريماً إلى أن توفّاه الله في مصر ودُفن في مصر … لكن التاريخ لم يُدفن معاه … عشان تحكي حكاية الخطابي قصة بطولة لملك مصر والسودان فاروق الأول اللي ظلمه التاريخ المزور وطلّعوه شهواني محب للنساء والخمور وكاره للأخلاق والدين وفاسد وعميل لأوروبا …