اعرف أصل حكاية «مسمار جحا»

تتميز الشعوب العربية بالحس الفكاهي، وتمتلأ حياتهم بالحكايات والأساطير والطرائف و الأمثال الشعبية، كنوع من أنواع الترفيه، و قد يستعينوا  بالأمثال لتأكيد صحة ما يقولون، أو كوسيلة اختصار سريعة الكلام بدلًا من ذكر الموقف والتكلم بحديث طويل، ولهذه الأمثال مصدر ومضرب؛ والمصدر هو السبب في نشأة المثل، والمضرب هو الموقف الذي يُقال فيه.

من منا لم يسمع  عن مثل «مسمار جحا »، فهو من أشهر الأمثال التي انتشرت في جميع الدول العربية، و قد يكون  انتشار هذا المثل أثار فضول البعض إلى معرفة القصة، حتى لا يتم تداوله بدون معرفة أصله.

أزمة جحا وبيع منزله

يُحكي أن « جحا » كان له بيت صغير يعيش فيه هو وزوجته وأولاده، وضاق به الحال فرهن بيته عند شخص آخر، مقابل أن يحصل على المال لمساعدته على المعيشة، و استمر رهن البيت لفترة طويلة، لأن كلما أراد جحا سد قيمة الرهان، ضاق الحال به مرة أخرى، وفي يوم من الأيام  أقام الرجل دعوى أمام القاضي على « جحا » يخيره فيها بين سداد الدين، أو بيع داره، ولم يكن مع « جحا » من المال ما يكفي لسداد الدين، فحكم القاضي بأن يبيع جحا بيته إلى الرجل.

خدعة «جحا» لاسترداد منزله

وافق « جحا » على حكم القاضي، ولكنه وضع شرطًا ، وهو أن يحتفظ بمسمار له مثبتًا في حائط إحدى غرف المنزل، على أن يبقى ذلك المسمار ملكًا خالصاً له، و لا ينازعه أحد في ملكيته، فوافق الرجل على ذلك الشرط، واشترى الدار.

وبعد أيام قليلة من بيع الدار، جاء « جحا » إلى البيت و طرق الباب، وعندما خرج له صاحب الدار قال له: «من فضلك .. أنا جاي أشوف المسمار»، وسمح له الرجل بالدخول، فأذ به يحمل جبة عتيقة  ويعلقها في المسمار، فقال رب الدار : «ماذا تفعل ؟ لماذا علقت هذه الجبة ؟» فقال « جحا »: « أليس هذا المسمار ملکی انا أعلق عليه ما أشاء أنه مسماري وأنا حر به» .

ومرت الأيام و عاد « جحا » مرة أخرى إلى البيت، وطرق بابه، فخرج إليه الرجل، فقال جحا : «من فضلك .. أريد أن أصل لمكان المسمار ، من غير رحمة عليكم _أي بدون سلام لكم_»، فأدخله الرجل إلى البيت فأخذ « جحا » جبته، وعلق قميصًا باليًا بدلًا منها.

وتكرر هذا مرات ومرات، حتى أصاب الرجل بالضجر، واتفق مع جحا على أن يعيد له الدار مقابل ثمن قليل جدًا، يحصل عليه منه في أي وقت يشاء، فوافق « جحا » على الاتفاق، واستعاد داره، وأصبح ذلك القول مثلا.

اقرأ أيضًا:

 

Scroll to Top