حذرت تقارير طبية حديثة من العمل على الحاسوب لفترة طويلة، حيث أن هذا يتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بما يُعرف باسم carpal tunnel syndrome أو بمتلازمة النفق الرسغي.
وبحسب ما ذكرته رابطة أطباء الأعصاب الألمانية، فإن النفق الرسغي عبارة عن نفق في نطاق الرسغ تمر عبره الأوتار والأعصاب، موضحة أنه بعد تعرض أنسجة هذا النفق للتورم، تتعرض الأعصاب للضغط، ما يؤدي بدوره إلى الشعور بالألم المركز.
وأشارت إلى أن المصاب يشعر بالألم حينما يضيق عصب في الرسغ بفعل التحميل الخاطىء أو الزائد، لافتة إلى أنه في البداية تظهر أعراض المتلازمة في صورة وخز أو تنميل في اليد مثلاً، خاصة في الإبهام والسبابة والوسطى.
وأضافت الرابطة أنه غالباً ما تظهر الآلام ليلاً، وفي وقت لاحق من الممكن أن يمتد الألم ليشمل الساعد وصولاً إلى الكتف ومؤخرة العنق.
وقال الأطباء أنها كلما كان اكتشاف الإصابة مبكراً؛ كلما كانت فرص الشفاء منه أكبر، موضحين أنه من الممكم علاج المتلازمة في البداية بالجبيرة، والتي تحول دون تعرض الرسغ للانثناء وتهيج العصب، بينما تعمل حقن الكورتيزون على تخفيف المتاعب بشكل مؤقت فقط.
أما بالنسبة الحالات الشديدة من هذه المتلازمة، فهي تتطلب جراحة، حيث حذر الأطباء في الوقت نفسه من أن إهمال العلاج قد يؤدي إلى قصور في حركة اليد أو الضمور العضلي.
ووجهت رابطة أطباء الأعصاب الألمانية عدة نصائح من أجل تجنب الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، حيث قالت أنه يجب استخدام لوحة مفاتيح وفأرة لهما تصميم مريح، مع ضرورة أخذ فترة راحة قصيرة من وقت إلى آخر من أجل تعويض الحركات الرتيبة أثناء العمل على الحاسوب، والتي تتضمن نقر الأزرار أو تحريك الفأرة.
وإضافة إلى هذا، من الممكن أيضاً إجراء تمرين الإطالة خلال فترة الراحة، وذلك عن طريق فرد الذراع مع إرخاء اليد، ثم جذبها نحو الجسم باليد الأخرى.
وفي سياق متصل، فيبدو أن متلازمة النفق الرسغي ليست هي المتلازمة الوحيدة التي قد يتعرض للإصابة بها الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة من العمل أمام شاشات الكمبيوتر والحواسب الآلية.
حيث حذرت الرابطة الألمانية لأطباء العيون في وقت سابق من أضرار ساعات العمل الطويلة أمام الكمبيوتر في عين الشخص، حيث من الممكن أن تصيب الشخص بما يُعرف باسم متلازمة عين المكتب.
وأوضح الأطباء أن هذه المتلازمة أصبحت تهاجم موظفي العمل المكتبي، خاصة من اضطر منهم للعمل في المنزل والجلوس لساعات أطول أمام شاشات الحاسوب.
وأشاروا إلى أن متلازمة عين المكتب تحدث بسبب الجلوس لساعات طويلة أمام الكمبيوتر، وهو ما يتسبب في إبطاء حركة الرموش أمام العين.
ويتسبب إبطاء حركة الرموش في عدم ترطيب سطح العين بالسائل الدمعي بالصورة الكافية، وهو ما يتسبب في جفافها وإصابتها بأمراض أخرى قد تكون أكثر خطورة.
وقال الأطباء أن أعراض متلازمة عين المكتب تتمثل في: احمرار العين وجفافها، الشعور بحرقان ووجود جسم غريب في العين، زيادة إفرازات الدموع.
ونصحت الرابطة الألمانية لأطباء العيون لمواجهة متلازمة عين المكتب بضرورة أخذ فترات راحة بشكل منتظم، مع الرمش بشكل مقصود بين الحين والآخر.
وأضافت أنه من الممكن أيضاً استخدام الدموع الاصطناعية من أجل ترطيب العين، وذلك في حال تدهور الحال بصورة كبيرة.
كما حذر أطباء في وقت سابق من الاستلقاء أثناء العمل على جهاز كمبيوتر محمول، حيث أن هذا يعد أمراً ضاراً بالصحة، لأنه يتسبب في قلة إنتاجية عمل العقل في مثل هذا الوضع للجسم.
وبحسب ما قاله الأطباء، فإنه في هذا الوضع يكون من الصعب تثبيت الكمبيوتر المحمول في الموضع الصحيح للعينين، كما أنه عند وضعه بهذه الطريقة لفترة طويلة، يكون هناك حملاً ثقيلاً إلى حد ما على العمود الفقري وكذلك على عضلات الظهر والرقبة وأوعية الدماغ.
ولفت الأطباء إلى أن هذا الخطر لا يقتصر على البالغين فقط، بل وعلى الأطفال والمراهقين أيضاً، حيث أن الكثير منهم حالياً يتلقون تعليمهم عن بُعد، ومع الإجهاد طويل الأمد على النظر، من الممكن أن يتسبب هذا في ظهور مشاكل في الرؤية مثل قصر النظر وغيره.
وأوضحوا أن بعض الأطفال والبالغين قد يعانونا من شكاوى صحية متعددة، مثل الدوخة والصداع طويل الأمد وكذلك تدهور النظر عن قُرب وعن بُعد، مشيرين إلى أنه من أكثر المشاكل الشائعة للأشخاص الذين يعملون في المكتب هي ما يُعرف باسم متلازمة الكمبيوتر، وهي عبارة عو متلازمة جفاف العين المرتبطة بالعمل على الشاشة.
ونوه الأطباء إلى أنه حتى لو كان الشخص لا يعمل، بل يستلقى بهذه الطريقة أمام الكمبيوتر ويشاهد فيلماً، فإن العبء الواقع على رؤيته لا يقل، بل على العكس قد يزيد لأن المشاهد لا يرغب في الابتعاد عن فيلم يجذبه ويثير اهتمامه، ولا يريد تغيير وضعه، مما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
ونصحوا بضرورة أخذ فترات راحة من العمل أو الجلوس على الكمبيوتر كل 20-30 دقيقة، لافتين إلى أنه يجب حينها أن يقوم الشخص بالوقوف والمشي من أجل تحريك عضلاته وجسمه.
وأضاف الأطباء أن الأمر يستغرق وقتاً معيناً من أجل تطور هذه الأمراض، لذا وحتى يمكن الوقاية منها، فيجب الذهاب إلى المتخصصين في الوقت المناسب قبل أن يسوء الأمر.
وفي سياق متصل، فقد اعتاد الكثيرون وضع الكمبيوتر المحمول على قدميهم، والجلوس بهذه الوضعية لساعات طويلة، سواء لممارسة أعمالهم، أو حتى لمشاهدة الأفلام، دون أن يدروا خطورة هذا الأمر.
فالحقيقة أن وضع الكمبيوتر المحمول على القدمين لفترة طويلة يتسبب في حدوث عدة مشاكل صحية خطيرة، والتي نستعرض أبرزها فيما يلي:
بقاء الكمبيوتر المحمول على القدمين لفترات طويلة يؤثر على القدرات الإنجابية، حيث أنه يُشكل مخاطر جسيمة على عدد الحيوانات المنوية، كما أن وضع الكمبيوتر بالقرب من الخصيتين يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتهما، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالعقم.
يؤدي استخدام الكمبيوتر المحمول بهذه الوضعية لفترات طويلة إلى حدوث أضرار شديدة في كلا من الرقبة والعمود الفقري.
تؤدي أجهزة الكمبيوتر المحمولة الساخنة إلى تلف الجلد، كما أن الأشعة الكهرومغناطيسية الصادرة عنه قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد، وبالإضافة إلى هذا، فإن وضع الكمبيوتر بشكل مستمر بالقرب من الخصيتين، يرفع من مخاطر الإصابة بسرطان الخصية.
مع ازدياد التعرض للضوء الصادر من شاشة الكمبيوتر المحمول في هذه الوضعية، يقل إنتاج الميلاتونين في الجسم، مما يؤثر سلباً عليه، كما يؤدي إلى صعوبة في النوم.
تكرار وضع الكمبيوتر المحمول على القدمين لفترات زمنية طويلة من الممكن أن يتسبب في الإصابة بحروق جلدية، وما يُعرف باسم متلازمة الجلد المحمص، وهي ناتجة عن التعرض للحرارة لفترة طويلة.