صلح أميان ووضع حد للكراهية بين لندن وباريس

في مارس عام 1802، تم توقيع صلح أميان، والذي وضع حدا للعداء بين فرنسا وإنجلترا بشكل مؤقت خلال حروب الثورة الفرنسية، في مدينة أميان الفرنسية. وقع عن فرنسا جوزيف بونابرت، ملك نابولي وصقلية والشقيق الأكبر لنابليون، وعن إنجلترا الماركيز تشارلز كورنواليس من رجال البرلمان، واعتُبرت كمعاهدة سلام نهائية بين البلدين، ولكنها استمرت لمدة عام واحد و60 يومًا تقريبًا، وتُعتبر من الفترات القليلة التي سادت فيها حالة السلام خلال فترة الحروب النابليونية. نص هذا الصلح عن بنود كثيرة تُعيد ترسيم وتقسيم النفوذ الإستعماري بين الدولتين، منها نص صريح يؤكد على ضرورة جلاء القوات الإنجليزية عن مصر! مما دفع الإنجليز لسرعة إتمامهم للتعاقد مع محمد بك الألفي زعيم المماليك. العهد الذي لم يتم للنهاية بسبب محمد علي باشا وتوليته على مصر عام 1805م.
والصورة التي نراها لرسام الكاريكاتير الانجليزي جيمس جيلراي، يصور ضابط فرنسي طويل ونحيف يُقبل إمرأه بدينة تمثل إنجلترا ترتدي ثياب فاخرة ويقول: “سيدتي ، سمحت لي أن أقدم تقديري العميق لشخصك الجذاب! وأن أضع على شفتيك المقدسة ارتباطي الأبدي”
وترد السيدة: “سيدي ، أنت حقًا رجل نبيل ورائع! وتجعلني أخجل ، لأنك تُقبل بدقة شديدة ، لدرجة أنني لا أستطيع رفضك ، لذلك كنت متأكدة من أنك ستخدعني مرة أخرى! “
وطبعا الرسام يُعبر عن حالة رفض الشارع أو الرأي العام في لندن لهذا الصلح، والذي رأوه في مصلحة فرنسا اكثر من بلادهم، وهذا ما أدى لعدم استمراريتها.
Scroll to Top