اغنية “يا مصطفى يا مصطفى .. انا بحبك يا مصطفى” واحدة من اشهر الاغانى اللى انتشرت فى الستينات وحققت مبيعات كبيرة، وعن نفسى كل مرة كنت بسمع فيها الاغنية كنت اسأل نفسى “ليه مصطفى تحديدا؟” ، ليه الاغنية ما اسمهاش “عادل يا عادل” أو “جابر يا جابر” أو “تامر يا تامر” لحد ما اكتشفت بالصدفة أن نفس السؤال كان شاغل الكاتب جليل البنداري، اللى خاض رحلة بحث فى الستينات عن سبب الاسم وسر اختيار مصطفى عشان تبقى الاغنية بإسمه.
الأغنية اتغنت مرتين في السينما المصرية، واحدة في فيلم “الفانوس السحري” لـ إسماعيل يس، ومرة تانية في فيلم “الحب كده” بطولة صلاح ذو الفقار وصباح، واتعمل منها عشرات النسخ مترجمة للغات كتيرة، وفضلت مصنفة على أنها من أفضل 20 أغنية في إنجلترا وفرنسا لفترة من الوقت.
وفى رواية بتقول ان مجلس قيادة الثورة كان مانع الاغنية من الاذاعة لانها كلماتها ـ زى ما اتقال وقتها ـ كان المقصود بيها الزعيم مصطفى النحاس، وأن “سبع سنين في العطارين” كان المقصود بيها سبع سنوات عدت على إسقاط الملكية.
نسيب الراوية دى ونروح لكلام عمنا البندارى اللى وصل فى رحلة بحثه إلى أن مؤلف كلمات الأغنية هو عازف الجيتار الإيطالي ليوناردو اللى كان شغال فى مطعم اسمه سانت لوتشيا، وكان كل ما يشوف مصطفى داخل المطعم، وبما انه كان زبون دايم، كان يحيه ويقول “يا مصطفى يا مصطفي.. إلى أخره”، طب مصطفى ده يبقى مين عشان يروق عليه بالشكل ده؟
مصطفى كان موظف في إسكندرية وبعدين استقال وجه القاهرة اشتغل فى شركة بيبسي كولا، وكان ساكن فى العطارين على بعد امتار من ليوناردو، وبناء عليه كان بيستنى كل يوم لما يخلص شغله فى المطعم ياخده يروحه معاه فى الحنطور، ويدندن له ليوناردو الأغنية لحد باب البيت، بدل ما يدفع أجرة.. تقدر تقول ان الاغنية كانت تطبيل من نوع خاص.
بعد فترة اختفت اخبار ليوناردو ومصطفى وبدأت الاغنية تاخد شهرتها لما محمد فوزي قرر أنه يلحنها، ويطبعها على اسطوانات وهنا بدأت الأزمة اللى وصلت للمحاكم وقعدت فيها فترة طويلة.
بدأت القصة لما رفع المطرب محمد الكحلاوى قضية بيتهم فيها محمد فوزي أنه واخد لحن الاغنية من اغنيتين للكحلاوي هما “يا سلمي رجي” وفضلك يا سايح المطر”، واللى اتقدموا فى الاربعينات.
المحكمة وفى اول قرار لها انتدبت الدكتور أحمد الحفني عشان يفصل ويقول هل فوزي واخد اللحن فعلا ولا لا، وبعد ما سمع قال الحفنى “ان اللحنين متطابقين من حيث التأليف الموسيقى ومشتركان فى جملتهما من حيث النص واللحن” وهنا افتكر الكحلاوى ان الشهادة دى انتصار ليه وبتقول انه صاحب الحق، لحد ما قرا النص التانى من شهادة الحفني، اللى قال فيها “ان فوزى والكحلاوى الاتنين واخدين اللحن من الاغانى الشعبية اللى لا يمكن نسبها لحد فيهم”.
طبعا التقرير عمل ازمة لانه مقدرش يثبت مين صاحب الحق، وفجأة دخل طرف تالت فى القضية، سخنها اكتر، وهو المطرب محمد البحر بصفته الحارس القضائي على تركة سيد درويش وطالب بتعويض 20 الف جنيه ووقف الاسطوانات اللى بيطبعها فوزي، طب ليه ياعم ؟ قالك لان لحن “يا مصطفى يا مصطفى” متاخد أصلا من الحان سيد درويش.
فى الوقت ده بدأت المحكمة تدور على بوب عزام اللى غنى الاغنية يمكن يفصل فى الموضوع، فاكتشفوا انه سافر اوروبا وهناك سجل اغنية “يا مصطفى يا مصطفي” لشركة ايدى باركلى ونسب لنفسه انه مؤلف وملحن الاغنية، وهنا الطين زاد بلة، والموضوع اتكلكع وبقى محير اكتر من القضايا اللى كان بيحلها المفتش كورمبو، فقدم الكحلاوى طلب للمحكمة بانها تتحفظ على الاسطوانات اللى متسجل عليها الاغنية والمواد اللى بتستعمل فى اعادة طبعها، اما فوزي فرفع قضية ضد بوب عزام وطلب منع بيع اسطوانات الاغنية اللى طبعتها شركة ايدى باركلي بحجة ان فوزي هو صاحب الحق الوحيد فى طبع الاسطوانات.
فضلت القضية فى المحكمة تروح وتيجي، وكل واحد يقول انا صاحب الحق، لحد ما مات فوزي سنة 1966، وهنا رفع الكحلاوى قضية على الورثة عشان ياخد تعويض 150 الف جنيه، لان الاغنية زى ما قال حققت لفوزي مكاسب كتيرة جدا جدا، بس اللى حصل ان المحكمة مقدرتش تفصل فى القضية ومين صاحب اللحن الاصلى، وفضل الكحلاوى متمسك بحقه وبالقضية لحد ما مات سنة 1982 ومحدش برضه قدر يفصل لحن الاغنية بتاع مين بالظبط.