العرش في العاصمة الثانية، قصر رأس التين التاريخي

يمتاز قصر رأس التين بأنه أقيم على رأس داخل في البحر الابيض على شكل حصن وكان مكانه شجيرات من التين ، فلذا سمى « قصر رأس التين » وقد اختار محمد على باشا هذه البقعة لقربها من الميناء ، ومن حصونه المقامة في هذه الجهة ، ولمجاورتها لدار صناعة السفن ( الترسانة ) التى أسسها بالاسكندرية وكان محمد على – لعظم عنايته بالاسطول – يقيم بهذا القصر مدة طويلة كل عام . وقد اهتم بإصلاح الاسكندرية وتعميرها وتحسين قلاعها ، ووصل بها ترعة المحمودية . وكان كبير العناية بالاصلاح والعمران ، فبنى غير هذا القصر : قصر الجوهرة ، وقصر النيل، وقصر شبرا ، وقصر النزهة . وبنى دار الكتب بالقلعة كما بنى بها جامعه الكبير ، وشاد داراً للآثار ، وداراً للرصدخانة . وقد تناولت هذه الأبنية يد الأصلاح والتعديل بعد عهده ، تبعاً لتطور حالة مصر . فاستغنى عن البعض ، وأصلح البعض الآخر . واهتم المغفور له والد جلالة الملك فاروق باصلاح قصر رأس التين الذى صار مقراً ثانيا للعرش في العاصمة الثانية ، فأمر جلالته بتجديده على طراز حديث يتمشى مع روح العصر الحاضر، فاختير له طراز ( نهضة روما ) ، فهدم جانب كبير منه ، وجدد على هذا الطراز ، وانفق في ذلك أربعمائة الف جنيه . ولم تمض بضع سنين حتى بدا هذا القصر العظيم في أروع حلة مع البساطة التي كان يتعشقها الملك الراحل
من كتاب فاروق الأول لطاهر طناحى الصادر عام 1936