لأ، حكم البراءة بتاعك ده ميلزمنيش

=مفيش حد بيعترف بحاجة معملهاش يا سعادة البيه !

-انتي قلتي انك كنتي بتكسبي من بيع جسدك وان عزت نور الدين المؤلف كان من زباينك وانه كان بيديكي في المرة 70 او 80 جنيه

=زور يا بيه انا مقلتش الكلام ده

-امال قلتي ايه ؟؟

=الحكاية ان هو سألني قالي “ليكي دخل تاني غير ماهيتك من الشركة علشان هدومك الغالية دي ؟؟” ، قلتله “ايوا عندي آلة كاتبة في البيت بكتب عليها شغل للناس” .. قالي “شغل ايه ؟” ، قلتله “بكتب عليها رسايل ماجستير وسيناريوهات الأفلام اللي بيديهاني الاستاذ عزت نور الدين” .. قالي “بتاخدي كام في السيناريو ؟” ، قلتله “ما بين 70 و80 جنيه والاستاذ المؤلف يشهد بكده “.. انت ايه مصلحتك انك تغير كلامي ؟! بذمتك ، بدينك ، بيمين الله اللي انت لسه حالف عليه مش هو ده اللي حصل ؟؟! .. يا دي الداهية السـ. ودة ، تلاتة بالله العظيم يا بيه انا من يوم ما اتطلقت ما اتكشفت على راجل ، انت عملت كده ليه ؟! هيدوك نيشان ؟! هتاخد ترقية لما تثبت علينا تهمة باطلة ؟! انت ظالم ، ظلمتنا كلنا ، هتقدر تنام مستريح بعد كده ؟! حرام عليك ده انت ظابط وظيفتك انك تحمي الناس مش تتبلى عليهم وتفضحهم بالكدب .. ما ترد عليا عملت كده ليه ؟! ايه الشغل مش ماشي عندكم وعايزين زباين ولا السجون فاضية وعايزين تملوها ؟؟!! .. اتفرج يا جناب القاضي ، اتفرج على أعراض الناس وهي على الأرصفة ، اقرى واتسلى بـ 5 ساغ المجلة ، اتفرج على الظلم والتزوير لما بينزل في الجرايد والمصيبة ان الناس بتصدق الجرايد لأ وايه السيد مدير الأمن والسيد رئيس المباحث والسيد مدير مكتب مكافحة الآداب والعساكر والغفرا وشوبش يا حبايب وكل ده ليه ؟!! علشان يمسكوا شوية زمايل وأصحاب معزومين على أكلة سمك

-خلاص يا مديحة .. براءة ، براءة لكل المتهمين

=لأ ، حكم البراءة بتاعك ده ميلزمنيش ، حكم البراءة بتاعك ده يبعد عني سجن الحكومة لكن ميبعدش عني السجن اللي برا ، سجن الحكومة له أول وله اخر لكن سجن الناس لا له أول ولا اخر .. الشارع هيبقى سجن ، الأتوبيس هيبقى سجن ، كل نظرة وكل كلمة هتتقال هتبقى نازلة زي ضـ. ربة الكرباج .. حكم البراءة بتاعك مش هيرجعني تاني مديحة الشريفة ، ما هم بتوع السيما قالوها زمان “شرف البنت زي عود الكبريت” .. شفت يا جناب القاضي فاكريني بقول نكتة ، مش كلهم سمعوا حكم البراءة ؟؟!! مش مصدقين ، انا شريفة على الأوراق الرسمية وبس لكن قدام الناس هفضل مديحة اللي ليها ملف في الآداب

ملف في الآداب … ١٩٨٦

وحيد حامد

عاطف الطيب