استشهد الصحفي في وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” محمد أبو حصيرة، فيما أُصيب الصحفي محمد حمودة؛ جراء قصف إسرائيلي استهدف منزليهما في مدينة غزة.
وقالت الوكالة، إن “أبو حصيرة” استشهد في قصف إسرائيلي استهدف منزله الكائن قرب ميناء الصيادين غرب مدينة غزة؛ ما أدى إلى استشهاده، و42 من عائلته، من بينهم أبناؤه، وإخوانه.
كما أُصيب الصحفي محمد حمودة، قبل أيام، بقصف منزله، بالإضافة إلى إصابة عدد من أفراد عائلته، بينهم زوجته التي فقدت عينها اليسرى، وابنه أحمد (22 عامًا)، الذي بُترت ساقه.
قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الثلاثاء، إن طائرات الاحتلال شنت 250 غارة عدوانية، الليلة الماضية، مخلفة مجازر عدة بقصف المنازل في القطاع.
وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي في تصريح مقتضب، أن أبرز هذه المجازر، استهداف منزل آل الاسطل الذي كان يأوي إلى جانب أصحابه عشرات النازحين من غزة والشمال، وفق ما نقلت وكالة (الرأي) الحكومية المحلية.
ويدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ32، حيث يرتكب الاحتلال فيه أبشع المجازر بحق المدنيين الآمنين في بيوتهم، ويستهدف المستشفيات ومحيطها، ما خلف أكثر من 10 آلاف شهيد غالبيتهم من الاطفال والنساء، إضافة لأكثر من 25 ألف جريح، وألفي مفقود تحت أنقاض المباني المدمرة بالقطاع.
استعرضت منظمة الصحة العالمية، معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يدخل شهره الثاني وسط تغاضٍ إسرائيلي واضح عن المطالبات الدولية بوقف الحرب، وإتاحة فرصة أكبر لجهود الإغاثة والعمل الإنساني.
وأوضحت المنظمة خلال بيانٍ أصدرته اليوم الثلاثاء، أن قطاع غزة يعاني نقصًا شديدًا في الأدوات والمستلزمات الطبية، للحد الذي أجبر الطواقم الطبية على إجراء عمليات جراحية لبعض الأشخاص دون تخدير، بما في ذلك عمليات بتر الأطراف، حسب “رويترز”.
وأكدت أن ما يزيد على 160 موظفًا من العاملين في مجال الرعاية الصحية، لقوا حتفهم أثناء الخدمة في غزة، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل بمناطق متفرقة في القطاع على مدى أكثر من 30 يومًا.
كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن 70% من سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين، ويعيش معظمهم في ظروف مروعة في ملاجئ الأمم المتحدة، بحسب وكالات.
وقالت تمارا الرفاعي، مديرة العلاقات الخارجية في “الأونروا”، إن “1.5 مليون شخص نزحوا قسرًا من غزة، إذًا نحن نتحدث عن 70% من الأشخاص الذين نزحوا بعيدًا عن منازلهم”.
وقالت “الأونروا” في بيان لها إنه نزح ما يقرب من 1,5 مليون شخص في مختلف أنحاء قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ويقيم ما يقرب من نصفهم (717,000) في 149 منشأة تابعة للوكالة في جميع محافظات غزة الخمس، بما في ذلك في الشمال.
وأوضحت أن أكثر من 557,000 نازح يقيمون في 92 مرفقًا في مناطق الوسط وخان يونس ورفح، وكان ما يقرب من 160,000 نازح يقيمون في 57 مدرسة تابعة للأونروا في منطقتي الشمال وغزة حتى 12 أكتوبر 2023، قبل أن تصدر السُلطات الإسرائيلية أمر الإخلاء، مُشيرة إلى إن “الأونروا” غير قادرة على الوصول إلى هذه الملاجئ لمساعدة أو حماية النازحين، وليس لديها معلومات عن احتياجاتهم وظروفهم.
ووصفت “الأونروا”، الظروف في منشآتها المُكتظة بأنها “غير إنسانية ومتدهورة”، وحذرت من أنها “معرضة لخطر تحول الوضع إلى أزمة صحة عامة بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي”.
قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، إن محادثات وزراء خارجية “مجموعة السبع” التي ستعقد في طوكيو، تُمثل لحظة مهمة للمجموعة للاصطفاف في مواجهة أزمة غزة.
ويستعد وزراء خارجية المجموعة لعقد محادثات افتراضية مع كييف خلال اجتماع في طوكيو، إذ تجتمع مجموعة الدول السبع بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي في طوكيو يومي السابع والثامن من نوفمبر الجاري، لمناقشة قضايا من بينها الحرب الروسية الأوكرانية وحرب إسرائيل وغزة، حسب “رويترز”.
كثفت الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية في الشرق الأوسط؛ لإقناع إسرائيل بالموافقة على هدنة إنسانية في قطاع غزة، حيث تواصل حربها ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، التي تحتجز رهائن أمريكيين، وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
كبار المسؤولين في إسرائيل
منذ اندلاع الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، بذلت واشنطن جهودًا مُكثفة لدعم إسرائيل معنويًا وعسكريًا، إذ أرسلت مسؤولين كبارًا إلى إسرائيل، بينهم وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، ومدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، والمبعوث الخاص للرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، للتوسط بين إسرائيل وحماس، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، التي تعاني من نقص في الغذاء والماء والدواء.
ولإظهار دعمها العسكري لإسرائيل، نقلت الولايات المتحدة أكثر من 17 ألفًا من جنودها إلى المنطقة، بما في ذلك مجموعات حاملات الطائرات الضاربة والقوات ومجموعة برمائية جاهزة تسمى “باتان”. وأرسلت أيضًا أنواعًا مُختلفة من الطائرات المقاتلة مثل طائرات F-35 وF-15 وF-16 وA-10 وF-18 إلى الشرق الأوسط، حسبما ذكر موقع “ذا إنديان تايمز”.
وتُواجه الولايات المتحدة تحديًا في الحفاظ على توازن بين دعم حليفتها إسرائيل، التي تريد القضاء على “حماس”، وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، التي تهدد بإشعال الاحتجاجات والتوترات في الدول العربية الصديقة لواشنطن.
وتواجه الولايات المتحدة أيضًا ضغوطًا داخلية من قبل بعض الديمقراطيين، الذين ينتقدون الدعم الأمريكي لإسرائيل، ويطالبون بوقف العنف وحماية الحقوق الإنسانية للفلسطينيين.