تأخر عبد الوهاب في سهرته بمنزل عاصي الرحباني وتأهب للمغادرة مودعاً فقال له عاصي يثنيه عن المغادرة :
” سهار بعد سهار ت يحرز المشوار ”
تجمد عبد الوهاب – وهو الذي يتذوق الكلمة – طالباً من عاصي أن يكمل العبارة .. فتابع عاصي :
كتار هو زوار
شوي وبيفلّو
وعنّا الحلا كلّو
وعنّا القمر بالدار
ورد وحكي وأشعار
بس اسهار
غادر عبد الوهاب ولم ينم الليل حتى كان هذا المقطع مُلحناً كاملاً .. وفِي اليوم التالي وبعد أن سمع عاصي المقطع أضاف إليه
بيتك بعيد وليل ما بخلّيك
ترجع، أحقّ الناس نحنا فيك
رح فتّح بوابي
وإنده على صحابي
قلّن قمرنا زار
وتتلج الدنيي اخبار
بس اسهار
و النوم مين بينام غير الولاد
بيغفوا وبيروحوا يلملموا أعياد
ما دام إنّك هون
يا حلم ملوا الكون
شو همّ ليل وطار
وينقص العمر نهار
بس اسهار
وأتم عبد الوهاب لحن الأغنية وقدمها لفيروز
وعندما سُئل عبد الوهاب عن الذي أعجبه بالجملة فقال : حرف التاء الذي قام مقام كلمة كاملة بالعامية المصرية وهي
” علشان ” فأحب رشاقة العامية اللبنانية في اختزالها التعبير بهذا الشكل الجميل
وكانت رائعة سهار بعد سهار