من الحوادث المؤسفة في التاريخ المصري، حادث اغتيال السلطان سيف الدين قطز في 24 اكتوبر عام 1260م في عز زهوته بانتصاره العظيم على المغول في عين جالوت. تلك الجريمة التي لم يُحَقّق فيها ولم يهتم بها أحد.
على مشارف القاهرة، وقف العامة ينتظرون سلطانهم المنتصر ليحتفلون به ويفرشون الارض اسفل حافر فرسه بالحرير ليدخل عليها القاهرة شاهرا سيفه ومن خلفه طابور الاسرى المكبلين براياتهم المكنسة. ولكنهم لم يجدوا سلطانهم، ووجدوا الامير بيبرس البندقداري يركب الحصان الأبيض ويتصدر المشهد..
سأله أحد الأمراء : أين السلطان؟
فرد بيبرس: قُتِل!
بهت الرجل وقال: ومن قتله؟
فصمت بيبرس لحظة وقال: أنا قتلته!
فنظر له الأمير وقال: أنت السلطان إذن؟ اذهب واجلس على العرش!
وانشغل العامة بعدها بسلطانهم الجديد، واسدلوا الستار بشكل غريب عن سلطانهم الشهيد المنتصر الذي كما لو كان انهى مهمته في الحياة، فقبضه الله على تلك المنزلة العظيمة.
رحم الله السلطان قطز.