حينما يبالغ احدهم في الحديث عن نفسه وجهوده في أمر ما، لا بد وان يجد فيمن حوله من يقول له: انت عملت ايه يعني؟ فتحت عكا؟.. فما هي حكاية هذا المثل؟
يرجع اصل المثل الى عصر الوالي محمد علي باشا مطلع القرن التاسع عشر، حين ارسل حملة لضم الشام بقيادة ابنه ابراهيم باشا عام 1832م لمواجهة عبد الله باشا الجزار والي عكا، والذي قام بايواء ستة آلاف من الفلاحين المصريين الهاربين من التجنيد الإجباري، كما رفض إرسال الأخشاب التي طلبها منه والي مصر لبناء الأسطول المصرى. فحاصرها ابراهيم باشا ستة اشهر ليستولى عليها ويرسل لوالده البشرى في القاهرة، والذي أمر بتعليق الزينات وذبح الذبائح في كل مكان، وحين يسأل احدهم: هوا فيه ايه؟ فيجيبونه: ابراهيم باشا فتح عكا!
ولكن الأستاذ قاسم عبده قاسم أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق له رأي آخر، فيقول ان اصل المثل يرجع إلى احتلال الصليبيين لمدينة عكا وفشل كلا من صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس في فتحها منذ عام 1191، وبقائها مائة عام تحت السيطرة الصليبية إلى أن تولى الأشرف خليل بن قلاوون مهمة طرد الصليبيين من بلاد الشام، فنجح فيما لم يتمكن منه الأخرون، لتصبح كل مهمة صعبة يشار إليها بفتح عكا فيما بعد.