دعمته ماديا ، فجردها من املاكها !

قصتنا اليوم مع الاميرة التونسية المناضلة للا زكية
ولدت في سبتمبر عام 1921 والدها هو محمد امين الباي اخر بايات تونس و والدتها هي للا جنينة ابنه الحاج بشير من اكبر تجار منطقة لامنوبة التونسية و كان من اصل ليبي ، كان لديها سبع اخوات و ثلاث اخوة ، التحقت بإحدى المدارس الفرنسية في تونس و كانت تهوى العزف على البيانو و الرسم و تهوى الغناء ايضا ، فرأي والدها فيها موهبة كبيرة فعمل على تنميتها و احضر لها الاستاذ علي السريتي اشهر عازف عود في تونس آنذاك و تطورت مهارات للا زكيه في العزف و الغناء و لم يسمح لها والدها بالاحتراف و اكتفت بالغناء و العزف على العود في الاواسط العائلية.
تزوجت من وزير الصحة محمد بن سالم في 25 يونيه عام 1944 و انجبت 3 بنات و 3 اولاد
و بعد الزواج بدأت للا زكية في اقامة حفلات في قصرها بعيداً عن تحكمات والدها ، كانت تلك الحفلات في البداية مجرد حفلات ترفيهية ، حيث تجتمع للا زكية مع الفنانين الكبار و يبدؤون في العزف و الغناء.
و بعدها تحولت تلك الحفلات بتشجيع من زوجها الدكتور محمد بن سالم الى ملتقى مع السياسين و قادة قوميين ضد الاستعمار الفرنسي حيث كان يأتي السياسين الى منزلها متخفيين ليحصلوا على دعم مالي او الى تخبئة اسلحة في قصرها ، و كان ذلك آمن مكان بالنسبة لهم ، فمن الصعب ان تشك “الحكومة الفرنسية في تونس” في مجرد حفلة لأميرة و فنانين كبار .
و شئ فشئ توسع ناشط للا زكية ، حيث كانت تجمع تبرعات من الاسرة المالكة و الفنانين لإنشاء مؤسسة للرضع و مؤسسة اخرى لمساعدة الجرحي في القتال و شاركت مع زوجها في حملات التبرع بالدم و استخدم سيارتها الشخصية لنقل الاسلحة للمناضلين التوانسة كون سيارتها لم تكن تخضع للتفتيش و استخدمت قصور باقي افراد الاسرة كمخزن للاسلحة، و عندما قامت فرنسا بنفي عدة من المقاوميين التوانسة و على رأسهم الحبيب بورقيبة ، ارسلت له المال لمساعدته.
و مع اقتراب استقلال تونس اكتشف امرها حيث اتهمتها وكالة فرانس برس بين اعوام 1952 و 1953 انها متورطة مع المقاوميين التوانسة فهي التي تمدهم بالاموال و السلاح ، بعد القبض على مقاوم تونسي من حركة المقاومة السرية الذي اعترف ان للا زكية و زوجها محمد بن سالم هم العمود الاساسي لدعم المقاومة ، و مع ذلك لم تستطع الحكومة الفرنسية محاكماتها فهي تتمتع بحصانة كونها من العائلة المالكة و استمرت للا زكية في دعم الحركة الوطنية غير مبالية بالهجوم التي شنته الصحف الفرنسية ضدها حتى استقلال تونس .
صباح يوم 20 مارس عام 1956 تم اعلان انتهاء الحماية الفرنسية على تونس و تحقق حلم للا زكية برؤية بلدها حرة مستقلة لكنها لم تكن تعلم ان ذلك بداية النهاية بالنسبة لها و لعائلتها فما هو الا عام و اشهر حتى تم اعلان الجمهورية التونسية بقيادة الحبيب بورقيبة و تم اعتقال عدد كبير من افراد الاسرة منهم للا جنينة والدة للا زكية و محمد بن سالم زوج للا زكية بتهمة التحفظ على مجوهرات وتعرضوا للتعذيب و خرجوا في النهاية بعد ان اكتشفت المحكمة انها تهمة ملفقة و غير حقيقة و تم وضعها هي و والدها تحت الاقامة الجبرية بعد مصادرة املاكهم و اموالهم و حتى ملابسهم و بعد فترة تم الافراج عنهم و توفيت والدتها عام 1960 و توفي والدها عام 1962 و رفضت للا زكية هي و زوجها مغادرة تونس و عاشت فيها حتى وفاتها في فبراير عام 1998 في منطقة المرسى التونسية.
Scroll to Top