الفك المفترس الفيلم الذي غير مسار السينما

الأمس كانت ذكرى ليست كأى ذكرى فهى ذكرى مرور 48 عاماً على عرض الفيلم الذى زلزل شباك التذاكر لينصب نفسه واحداً من أعظم الأفلام فى تاريخ الشاشة الكبيرة وأعظم فيلم عن القرش فى التاريخ وهو تحفة “Jaws”
ومن الطبيعي أن يكون هذا الفيلم الملهم الفريد من نوعه فريداً أيضًا من نوعه فى قصة صناعته وهنا سوف نقوم باستعراض بعض الحقائق والغرائب فى قصة صناعة تلك التحفة الفنية التى صنعت اسم المخرج الأسطوري ستيفن سبيلبرج
فمن عبقرية هذا الفيلم والذى جعله يتفوق حتى يومنا هذا على كل أفلام القرش الحديثة برغم ثورة المؤثرات البصرية هو أن سمكة القرش تم صناعتها حقا لم تكن جرافيك بل كانت مصنوعة بحرفية شديدة بواسطة متخصصين فى الاحياء المائية والميكانيكا لتكون السمكة شديدة الواقعية يتم تشغيلها بواسطة محركات وبرغم ذلك تمت صناعة أكثر من واحدة لأن بعضها فشل عند وضعه فى الماء
وهذا ما أحدث خلافات كثيرة ما بين منتج الفيلم وسبيلبرج الذى كان مخرج شاب يبلغ من العمر 26 عاماً فقط لأن تصوير الفيلم كان ينبغى أن يستغرق 55 يوما ولكنه بسبب التعطل كثيرااا استمر التصوير لمدة 159 يوما كاملاً مما جعل سبيلبرج يعتقد أنه فى حال فشل الفيلم فإن مسيرته انتهت قبل أن تبدأ لأن لن يريد منتج العمل معه بعد ذلك   
ومن الاقاويل المثيرة أيضا أنه يقال أن سمكة القرش تم وضعها قبل عرض الفيلم فى حديقة للحيوان وشاهدها الناس باندهاش على أنها سمكة حقيقية وعلموا فقط بعد عرض الفيلم أنها كانت مصنوعة وذلك جاء فى مصلحة سبيلبرج فى الواقعية
ولكن من الغرائب أنه حتى أثناء تصوير الفيلم بسبب بعض أخطاء سبيلبرج الغير مقصودة ومنها أنه يقال أن سكورسيزي صديقه كان يزور ذات يوم موقع التصوير وبدأوا العبث بالسمكة دون قصد مما أدى إلى مشاكل  قام سبيلبرج بحلها بأنه قرر تصوير مشاهد من زاوية رؤية السمكة أو كما تسمى حالياً POV حتى أنه بدأ الفيلم بهذه الطريقة فى تقديم الاسماء وكان هذا ابتكار عظيم وكانت فكرة سبيلبرج لإنقاذ الموقف رائعة ولكنها أيضاً كانت رؤية عظيمة فى إيضاح فكرة أن الناس يسبحون ولا يعرفون ما يوجد أسفلهم وهذا ما زاد من رعب وإثارة هذا الفيلم
وكان دائما رغبة ورؤية سبيلبرج فى طريقة صناعة الفيلم أنه يريد أن يشعر بهذا الفيلم بالرهبة والخوف عند الذهاب إلى البحر بنفس الإحساس والشعور الذى شعر به الجميع عند الدخول للاستحمام بعد مشاهدة فيلم Psycho لسيد أفلام الرعب السير ألفريد هيتشكوك
وكغن يريد سبيلبرج أسماء كبيرة لبطولة هذا الفيلم ليضمن عامل الجذب الكبير فذهب بأدوار البطولة إلى النجم روى شايدر بعد أن أصبح نجما كبيرا وقتها بشهرته بفيلم The French Connection   والعظيم المخصرم روبرت شو والذى كان أبدع فى دوره بفيلم The Sting   والكبير ريتشارد درايفوس الذى كان أقلهم نجومية وقتها والذى كان رافضاً للفيلم فى البداية لاعتقاده بأنه سيفشل ولكنه وافق عندما رأي أن صناعة الفيلم جادة  ولكن اجتماع وأداء هذا الثلاثي أخرج فيلما عظيما
وبرغم كل تلك الغرائب إلا أن هذا الفيلم عندما ظهر للنور زلزل شباك التذاكر عام 1975 باكثر من 470 مليون دولار   وحصل الفيلم على العديد من الجوائز منها ٣ جوائز أوسكار منها أفضل موسيقى للكبير جون ويليامز الذى قال عنها سبيلبرج كان نجاح الفيلم ليقل النصف لولا تلك الموسيقى العبقرية
فأصبح الفيلم تحفة فنية بكل المقاييس  فهو مرجع وضع قواعد وافكار تسير علي نهجها كل افلام القروش بل أفلام الرعب الحيواني حتى يومنا هذا   قدم قصة عن القرش ولكنها ليست فقط اثارة ورعب بل هى قصة متكاملة فيها إسقاط على وحشية الرأسمالية والطمع اللى بيؤدى إلى طريقة فاشلة للإدارة وفى نفس الوقت بيوضح دور العلم وتطوره و شجاعة الضابط الشريف والرغبة فى إثبات الذات ونفسية الجنود السابقين وما ف علته بهم الحرب وكل ذلك التقى من عيون القرش    
قد تكون صورة ‏‏‏٩‏ أشخاص‏ و‏نص‏‏
Scroll to Top