أنور إسماعيل “عبده القماش” اكتُشف رحيله بعد أيام و”ليلة حمراء وجرعة مخـــدر زائدة” كتبتا نهايته الغامــضــة

اشتهر بأدوار الشر حد التمكُن بسبب صوته الرخيم ولغته العربية المتقنة، بالإضافة لملامحه ونظراته الحادة، فكان البعض يُشبهه بمحمود المليجي أو توفيق الدقن، فموهبته كانت متميزة بحق واستطاع أن يحقق بصمة كبرى في الأعمال التي شارك فيها سواءً في التلفزيون أو في السينما، ونفذ من خلالها إلى قلوب الجمهور بسهولة وقوة.. هو الفنان أنور سماعيل.
ولد الفنان أنور إسماعيل في 1 أغسطس عام 1929 بمحافظة الشرقية، وقد نشأ في أسرة فنية فوالده الموسيقي إسماعيل خليفة، وشقيقاه الموسيقار الراحل علي إسماعيل والفنان الراحل جمال إسماعيل، وايضا المخرج فايق إسماعيل.
وقد حصل الفنان أنور إسماعيل على بكالوريوس المعهد العالي للتمثيل عام 1959، وكذلك تخرج ايضا من كلية التجارة بجامعة عين شمس عام 1960، عمل الفنان أنور إسماعيل في بداية حياته مدرسًا مسرحيًا بوزارة التربية والتعليم، ثم انتقل بعدها للعمل كموظف في المسرح القومي، بدأ كممثل علي المسرح وفي التلفزيون ثم انتقل الي السينما مع أواخر الستينات.
وقدم الفنان أنور إسماعيل طوال مسيرته الفنية ما يقرب من 150 عملا فنيا متميزا ما بين السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة، ورغم نجاحته التي توالت فيما بعد وتهافت المنتجين والمخرجين لضمه الي أعمالهم الا انه لم يحصل على البطولة المطلقة في حياته، ولم يحتل اسمه أفيشات الأفلام رغم كونه ممثلًا من النوع الخاص، وستظل مشاهده عالقة في أذهان المتفرجين حتي الأن وعلي مر الأجيال.

كان فيلم «أيام زمان» عام 1963 مع يوسف وهبي وبرلنتي عبد الحميد هو أول الأفلام السينمائية التي ظهر فيها الفنان أنور إسماعيل، ثم توالت الأفلام التي قدمها فيما بعدها، وكانت انطلاقته السينمائية التي حملت له الشهرة في فيلم «المدبح» عام 1985 مع نادية الجندي في دور «المعلم زينهم».
قدم دور عمره بشخصية «عبده القماش» في فيلم «النمر والأنثى»، ويعد فيلم “الإرهـ ـاب” عام 1989 هو آخر الأفلام السينمائية التي شارك فيها الفنان أنور إسماعيل وكان من بطولة فاروق الفيشاوي ونادية الجندي وأحمد بدير وصلاح قابيل.
كان أشهر أدوار الفنان أنور إسماعيل في التلفزيون هو شخصية «السنباطي» في مسلسل «عصفور النار»، كما ساهم الفنان أنور إسماعيل في العديد من المسلسلات الناجحة أبرزها «رفاعة الطهطاوي»، وشارك أيضا في عدد من المسلسلات الدينية منها «القضاء في الإسلام»، «لا إله إلا الله محمد رسول الله». استيقظ الجمهور والوسط الفني في يوم 23 أبريل عام 1989 على خبر صادم نشرته كافة الصحف المصرية آنذاك فقد تم العثور على جثـ ـة الفنان أنور إسماعيل متعفـ ـنة وعار ية داخل شقته في حي السيدة زينب بالقاهرة، وقد تسلمت قوات الأمن ورجال النيابة العامة تقرير الطب الشرعي والذي أفاد بوجود تعفن تام بالجثة، لوفاتها قبل بضعة أيام من العثور عليها، وكذلك وجود أثار من مخدر الهيروين، لذلك جاء تقرير النيابة أن الوفاة حدثت بسبب تناول جرعة زائدة من الهيروين بعد قضاء ليلة مع احدى الفتيات.
نفت أسرة الفنان والمقربون منه تلك الرواية وأصروا على وجود شبـ ـهة جنائية بالواقعة وأكدوا أن الفنان قد قُـ ـتل في ظروف غامضة، ولكن لم تلتفت النيابة لما قيل وحفظت القضية حتى يومنا هذا ولم تصرح بأن هناك شبهة جنائية أو أنه ما ت مقتـ ـولاً في ظروف غامضة، ليرحل عنا الفنان أنور إسماعيل وهو لم يتجاوز الـ61 من عمره بعد نجاحات وأدوار خلدت اسمه حتى الآن، ورغم مرور 32 عاما على تلك الليلة المشـ ـؤؤمة إلا أن الفنان الراحل قد دفن وأخذ سر وفاته معه وبقي ما حدث ليلة وفاته من الأسرار الغامضة التي لم تحل وقيدت «ضد مجهول».

Scroll to Top