اجتياح المغول لبلاد الشام (1258 : 1260م)..

.
بعد سقوط بغداد في يد هولاكو عام 1258م، اراد الإسراع في غزو بلاد الشام واستثمار حالة الرعب الذي سمعه الاهالي من الناجين من مذبحة بغداد. حاصر الموصل واسقطها ثم ذهب الى ديار بكر عام 1259م. فأرسل الملك الناصر يوسف صاحب دمشق بابنه لهولاكو حاملا هدايا ومالا كثيرا يطلب الأمان له ولأبيه، مقابل الدخول في طاعة المغول. ففض هولاكو وطلب منهم التسليم دون قيد أو شرط، فزع الناصر يوسف وأرسل حريمه على الكرك عند الملك المغيث عمر، كما أرسل كمال الدين بن العديم على مصر بجواب يستنجد فيه بجيشها. في هذه الاثناء نجح المغول في اجتياح ديار بكر وآمد وحران في طريقهم لحلب. ومع تقدم الجيش المغولي زاد فزع الناصر يوسف وقرر أنه يقابل هولاكو بنفسه وذهب إلى «برزه»، وفي نفس الوقت بعث جواب للملك المغيث في الكرك ولقطز سلطان مصر يستنجد بهم.
وفي ديسمبر 1259م وصل هولاكو لحلب. وكان اميرها المعظم تورانشاه فطلب منه هولاكو تسليم المدينة، فلما رفض حاصر المغول الأسوار واقتحموا المدينة بعد سبعة أيام وقتلوا أعدادا كبيرة من الحلبيين وأعطوا الحريم لزوجاتهم وسجنوا أولادهم ونهبوا أموالهم وممتلكاتهم. استمرت المجزرة خمسة أيام وملئت الأرض بجثث الحلبيين، فسار المغول فوقها من كثرتها. وفي 25 يناير 1260 وخربهولاكو قلعة حلب وكل أسوارها وجوامعها وبساتينها لدرجة أن المؤرخ بدر الدين العيني وصفها بأن شكلها صار مثل «الحمار الأجوف».
وفي 1 مارس 1260م سقطت دمشق بأيدي المغول بقيادة كتبغا الذي عينه هولاكو نائباً له عن الشام قبل رحيله لتبريز، وهرب حاكم دمشق الناصر يوسف الأيوبي من المدينة لاجئاً إلى غزة، بعد أن آثر أهل دمشق الاستسلام خوفاً من مصير مماثل لحلب التي ارتكب فيها المغول مجازر مروعة، فدخل المغول إلى المدينة دون قتال فيما عدا القلعة التي استمرت بالمقاومة في معركة غير متكافئة حتى سقطت تحت ضربات المنجنيق وتم إعدام كل حاميتها ورغم أن المغول أعاثوا فساداً في دمشق إلا أنها لم تتعرض للدمار الذي تعرضت له بغداد وحلب بعد سقوطهما بأيدي هولاكو. وبسقوط دمشق انتهى الحكم الأيوبي في سوريا.

Scroll to Top