الفيشاوي وحكاية اشهر فتوة بالحسين

أشهر فتوة في حي الحسين كان المعلم فهمي الفيشاوي ، الذي تبوأ عرش الفتونة في الحي بعد معركة حامية الوطيس مع فتوة الحي السابق مهدي العجمي ، الذى كان هول الحى ومبعث رعبه ، وكان رجلاً ضخم الجسم مخيف المظهر، ولما زاد بطشه انبرى له الفيشاوى ودارت بين الاثنين معارك جمة انتهت بهزيمة «مهدى العجمى» ، ولم يستقر له الحال في منطقة الحسين إلا بعد تأكده من أن مهدي العجمي سافر بلا رجعة لموطنه الأصلي بالإسكندرية ، وارتقى الفيشاوي عرش الفتونة في حي الحسين .
وبدأ الفيشاوي حياته ببوفيه صغير ، ثم أهدته إحدى الأميرات مساحة من الأرض لبناء مقهى، وكانت المقهى في بداية نشأتها تتكون من ثلاث حجرات على مساحة 400 متر .
أول غرفة تسمى غرفة البسفور، وهى مبطنة بالخشب الأبنوس، وأدواتها من الفضة والكريستال ، وكانت مخصصة للملك فاروق وكبار الضيوف .
والغرفة الثانية تسمى «التحفة»، وهى مكسوة بالجلد الأخضر ، وكانت مركزا لأهل الأدب والفن ، ولطالما شهدت مناقشات فنية وجلسات الغناء والطرب .
أما أغرب الغرف فمخصصة للقافية ، وهى تختص بالطبقة الشعبية التي كانت تشهد مسامرات أبناء الأحياء الشعبية .
في عام 1960 تعرض مقهى الفيشاوى لاستقطاع جزء كبير من مساحتها بسبب توسيع ميدان الحسين، فتقلصت مساحة المقهى الشهيرة.
وكان من رواد الفيشاوي منذ إنشائها جمال الدين الأفغاني ، عبدالله النديم ، عبد العزيز البشري ، ونجيب محفوظ الذي تم إطلاق اسمه على أحد أركان المقهى المصمم من الأرابيسك ، وهو نفس الركن الذي كان يجلس به لكتابة أشهر رواياته ، وغير مستبعد أن يكون قد سمع بعضها من « فهمى الفيشاوى»

Scroll to Top