“صفية المهندس” …
⭕ أراد الفنان الكبير محمد عبدالوهاب أن يعبر يوما عن اعجابه بجمال صوت المذيعة العظيمة صفية المهندس فقال لها : “استاذة صفية .. نفسي أسألك .. مين اللي بيلحن لك كلامك؟!!” ، وبالفعل إنه صوت عذب ، وقور وجميل ، دخل قلوب المصريين عبر اسماعهم منذ سنين ، صوت يحمل ذكريات الزمن الجميل يأتيك عبر الأثير و يصل لقلبك مباشرة انه صوت وحضور الإذاعية القديرة صفية المهندس .
⭕ صفية المهندس من مواليد حي العباسية بالقاهرة في 12 ديسمبر عام 1922، ووالدها هو زكي بك المهندس ، عميد كلية دار العلوم ونائب رئيس مجمع اللغة العربية . نشأت هي وشقيقها الفنان الكبير فؤاد المهندس على تميز واضح في كتابة ونطق اللغة العربية ، مما شجعها للالتحاق بجماعة الخطابة المدرسية .
⭕ حصلت صفية المهندس على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية و التحقت بالإذاعة المصرية عام 1947، وأصبحت من مؤسسي الإذاعة ومن أوائل الأصوات النسائية ليس في مصر فقط بل وفي بلاد المشرق العربي، وقد شاركت في “ركن المرأة” والذي تحول إلى برنامج “ربات البيوت”، و من خلاله استطاعت الإذاعية القديرة ان تقدم حلولًا لمشاكل اجتماعية كثيرة، فلُقبت ب “أم الإذاعيين”.
⭕ أصبحت صفية المهندس المسئولة عن ركن المرأة فى الإذاعة المصرية ومديرة لبرامج المنوعات، ثم مديرة البرنامج العام وتدرجت فى العديد من المناصب القيادية بالإذاعة قبل أن تتولى رئاسة الإذاعة، كأول سيدة تتولى هذا المنصب المهم عام 1975 حتى عام 1982 لبلوغها سن التقاعد ، غير أن علاقتها بالميكروفون لم تنقطع بإحالتها للتقاعد ، فاستمرت فى تقديم برامجها الشهيرة حتى رحيلها عام 2007 .
⭕ كان محمد محمود شعبان “بابا شارو” في وقت تقدم صفية للعمل بالإذاعة عام 1947 رئيسا للإذاعة ، لم يمض وقت طويل على التحاقها بالعمل حتى تزوجها، في حين كان يعاملها أسوأ معاملة قبل ان يختارها زوجة له ، و عندما تقدم للزواج منها اندهش الجميع لكنه قال لها: “كنت أعاملك هكذا حتى أجرب مدى قدراتك على الاحتمال” وحدث الزواج في نهاية 1950 وكان نقلة نوعية في حياتها وأصبح كل منهما سببا في نجاح الآخر وقدما نموذجا رفيعا لأسرة مصرية ناجحة وأبناء نابغين .
⭕ وقبل وفاة “أم الإذاعيين” صفية المهندس في 13 يونيو عام 2007، تم اختيارها كعضو بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون عام 1999، ثم عضوًا بمجلس الشورى وعضوًا بالمجلس القومي للفنون …
رحم الله الإذاعية القديرة صفية المهندس