اول مطربة بالسينما الصامتة، غنت “الأطلال” قبل “ام كلثوم” واكتشفت رياض السنباطي، معلومات عن “نجاة الكبيرة” الفنانة نجاة علي

نجاة علي… ربما لا يعرف الكثيرين لماذا أطلق لقب «الصغيرة» علي المطربة نجاة شقيقة الفنانة سعاد حسني، وأن السبب وراء هذا اللقب للتمييز بينها وبين المطربة «نجاة علي» أو «نجاة الكبيرة» التي ذاع صيتها في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي.
فهي أول امرأة تبدع في السينما الغنائية وشاركت في افتتاح الإذاعة المصرية وقدمت للفن أعظم الأغاني الخالدة، وامتلكت صوتًا واسع المساحة فكانت لديها القدرة على أداء الأغاني القوية، واعتزلت الفن في أوج نجاحها.
ولذلك في السطور القادمة “زمان بوست” ستعرفك اكثر عن اهم وابرز المحطات الفنية في حياة ومسيرة الفنانة نجاة علي.
نشأته وبداياتها الفنية
الفنانة نجاة علي واسمها الحقيقي هو «نجية على صيام» من مواليد الثالث والعشرين من شهر مارس لعام 1913 بقرية بردين التابعة لمحافظة الشرقية وكان والدها يعمل موظفًا بسيطًا، ثم انتقلت أسرتها بعدها بفترة إلى قرية دكرنس، وبدأت حياتها الفنية عندما التحقت بالمدرسة الأميرية للبنات.
ليكتشفها بعد ذلك الشاعر الغنائى حسين حلمى المناسترلى، وشجعها علي الحضور للقاهرة٬ حيث تعهدتها شركة «أوديون»، وقدمت أول حفلة لها على مسرح الأزبكية عام 1929 وشاركت في حفل افتتاح الإذاعة المصرية مع كوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عام 1934، وكانت أغنية “سر السعادة” هي أول أغنية تسجلها للإذاعة.
وقد تتلمذت الفنانة نجاة الكبيرة على يد الملحن الكبير «داود حسنى»، كما أنها أول من اكتشف الموسيقار رياض السنباطى، حيث كان يعمل وقتها عازف في فرقتها الموسيقية، وقدم لها لحن “يا حياتى هجرنى حبى” فبدأ يعرف الناس “السنباطى” وكانت سببا له فى أولى خطوات النجاح.
وسجلت حوالى 90 أسطوانة وعدد كبير من الشرائط في الإذاعة من أشهرها: «فاكراك ومش حنساك٬ عيد الشباب٬ قلوب الحبايب٬ من بعيد لبعيد»، ورغم اعتزالها المبكر الا انها قدمت نحو 400 اغنية.
الاطلال
الكثير لا يعرف أن الفنانة نجاة على سبقت أم كلثوم فى غناء “الأطلال” للشاعر إبراهيم ناجى، بجزء من قصيدة “الأطلال” وكانت بعنوان “الوداع” من ألحان محمد فوزى عام 1954 ولم يشكّل ذلك أزمة بين المطربتين التي كانت علاقتهما متينة وودية.
وعندما حصلت كوكب الشرق على لقب «صاحبة العصمة» أرادت نقابة المهن الموسيقية إقامة احتفال بهذه المناسبة، وحين سئلت أم كلثوم عن من ترشح لإحياء هذا الحفل وبدون أدنى تردد اختارت صديقتها المقربة «نجاة علي».

اعمالها السينمائية
تعد الفنانة نجاة علي أول مطربة تغنى فى السينما الصامتة بالصوت فقط فى فيلم “معجزة السماء” عام 1930 للمخرج إبراهيم لاما وذلك من خلال الاسطوانات التى تدار أثناء المشاهد الصامتة.
لتقف بعد ذلك لاول مرة أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فى فيلم “دموع الحب” عام 1935 وغنّت فيه «يا فرحة القلب المشتاق»، و«صعب عليا»، واتبعتها بخمسة أفلام بعد ذلك هي «حب من السماء، شيء من لا شيء، الحظ السعيد، الشاطر حسن”.
ثم فيلم «الكل يغني» حيث ظهرت معها المطربة نجاة الصغيرة التي كانت تعرف وقتها بـ«نجاة حسني البابا» وقامت بدور «نجاة علي» وهي طفلة، وذلك ضمن أحداث سيناريو الفيلم فأصبحت تعرف من يومها باسم «نجاة الصغيرة
». ورغم أن الفترة التي أمضتها «نجاة علي» في عالم الفن طويلة نوعاً ما، فإن عدد الأفلام التي قدمتها معدودة وهو ما عللته بأنها كانت مطلوبة كثيراً في الحفلات العامة مما شغلها ذلك طيلة الوقت.
حياتها الزوجية
تزوجت الفنانة نجاة علي من الضابط المهندس انيس الطوبجى، أنجبت منه ابنها الوحيد «ممدوح»، واختارت العيش فى مطروح معه والابتعاد عن الفن ولكن حدث الانفصال بعد 5 سنوات.
بعد ذلك تزوجت الفنانة نجاة علي من الأمير فؤاد الأطرش شقيق فريد الاطرش واسمهان وحصلت على لقب أميرة، ولم ترغب في الإنجاب حينها ما جعلها تعيش بأجواء خلافات وتوتر وآثرت الطلاق بعد سبع سنوات زواج.
وكان زواجها الثالث من «السويفي» وهو من أصل سوري أنجبت منه ابنها الثاني «محمد» الذي أصبح لواء طيار فيما بعد.
اعتزال ورحيل
اعتزلت الفنانة نجاة علي الغناء نهائيا منذ عام 1952 ولكن عام 1957 نجح الإذاعى “جلال معوض” فى إقناعها أن تعود للغناء فى واحدة من حفلات أضواء المدينة، وغنت أشهر أغنياتها “سلم على” للملحن أحمد صدقى من كلمات الشاعر إمام الصفطاوى، كما قدمت أغنية للسد العالي كُرمت عنها من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وقد حصلت الفنانة نجاة الكبيرة على وسام الجدارة فى عيد العلم والفن فى منتصف السبعينات، وفى عام 1993 منحت وسام الريادة من جمعية فن السينما لترحل بعد ذلك في هدوء في السادس والعشرين من شهر ديسمبر لعام 1993 عن عمر يناهز الثمانين عاما.

Scroll to Top