فتوة الكومبارس التي عاشت كبطلة

انها فتوة الكومبارس الحاجه فايزة عبدالجواد صاحبة الأدوار الصغيرة جدا في السينما المصرية وربما يجهل البعض اسم الفنانة فايزة عبد الجواد لكن المؤكد أن الجميع يتذكرونها حين ضربت الفنانة سهير البابلي بالروسية في مسلسل “بكيزة وزغلول”، كما أنه من المؤكد أن الجميع يتذكرونها في فيلم “هنا القاهرة” مع الفنان محمد صبحي حيث كانت تحمل في فمها موس حلاقة، واشتهرت فايزة عبدالجواد بأداء دور السجينة والسجانة والممرضة والفتوة والبلطجية وبنت البلد.
بدأت مسيرتها الفنية سنة 1957م، عندما شاهدها رشدي أباظة وهى تقف وسط الواقفين لكي يشاهدوا تصوير فيلم “تمرحنة” بالقرب من منطقة سكنها “نزلة السمان بالهرم”، وأشار على المخرج حسين فوزى أن يختيارها للاشتراك مع المجاميع، وبالفعل تم اختيارها ضمن المجاميع الذين ظهروا أثناء تصوير أغنية تمرحنة التي غنتها المطربة فايزة أحمد في الفيلم
واشتركت فايزة عبدالجواد في العديد من الأفلام واقتصر ظهورها على الاشتراك ككومبارس صامت، وظلت كذلك لمدة 27 سنة وتحديدا سنة 1984م، حين ظهرت مع الفنان نور الشريف في فيلم “آخر الرجال المحترمين”، حيث قال لها: أنا أشاهدك منذ صغرى، فلا تقبلي أدوارا صامتة بعد اليوم، ولابد أن تأخذي أدوارا ناطقة ومن يومها وهي تقوم بأداء دور كومبارس متكلم.
وتقول فايزة عبدالجواد: “نحن مثل الباعة الجائلين، مكتوب في بطاقاتهم الشخصية بدون عمل”، وهي حاولت الانتساب كثيرا لنقابة الممثلين إلا أن طلبها كان دائما يقابل بالرفض، وحتى بعد أن تم تكريمها في مهرجان الأسكندرية السينمائي حاولت مرة أخرى لكن قوبل طلبها بالرفض كالمعتاد، كما أنها حاولت إنشاء نقابة للكومبارس إلا أنها لم تنجح في ذلك أيضا.
وعاشت فايزة عبدالجواد حياتها مثلما كانت تؤدي أدوارها كممثلة كومبارس، حيث عانت كثيرا من التجاهل والإهمال وعدم الاهتمام، ورغم ظهورها كشريرة وشرسة في معظم أدوارها، إلا أنها كانت في الحقيقة تحمل قلبا طيبا وصاحبة أخلاق وواجب كما يقول أولاد البلد، وبعد معاناة طويلة مع المرض توفيت فتوة الكومبارس في السينما المصرية في يوم 20 فبراير سنة 2016… ولا حد خد باله…
Scroll to Top