نعم هذا صحيح، وحصلت الحادثة في روسيا بعهد القيصر بيتر الثالث أو بطرس الثالث الذي حكم روسيا بين 1761- 1762 قبل أن تتولى زوجته الإمبراطورة كاثرين العظمية الحكم بعد إنقلابها عليه.
كان بيتر يعيش فترة طفولة متأخرة، وذلك حسبما وصفه شعبه، وكان السبب في ذلك هو حبه الشديد للعب بالدمى، عشق بيتر الدمى حد الهوس، وبات يقضي معظم ساعات وقته في اليوم، باللعب بها، حيث كان يكون جيوشا منهم، ويدخل معارك بهم، فيقوم بتأليف القصص، ويتخيل أنه في حرب حقيقية معهم.
ورد في مذكرات الإمبراطورة كاثرين، أنها دخلت غرفة ذات يوم ورأت فأراً معلقا على الحائط، عندما كان بیتر يلعب مع جنوده حصناً استفسرت عن ذلك، فأخبرها أن الفأر ارتكب “جر،يمة كبيرة” يجب أن يعاقب عليها، الجر،يمة؟ هي أن هذا الفأر قام بأكل رأس أحد الجنود، حيث صنع لهم حصناً من الورق. ومع ذلك ، لم تكن القلعة كافية لحمايتهم من الفأر، الذي تمكن من التسلل إلى الداخل ومضغ رأس أحدهم. لحسن الحظ ، لاحظ كلبه الفأر وأمسك به، مما منع أي جنود آخرين من المعاناة من نفس المصير!. لكن هذه لم تكن نهاية القصة، وهنا أصبحت الأمور غريبة نوعاً ما.
كان على الفأر أن يدفع ثمن الجر،يمة، ومثل أمام محكمة عسكرية، حيث حكم عليه بالإ،عدام.تم بناء مشنقة صغيرة ليتم تنفيذ الحكم وسط شعبه!. ربما لم تشهد كاثرين الجر،يمة، لكنها كتبت في مذكراتها “قد حوكم الفأر بموجب الأحكام العرفية وتم شنقه على الفور!”. تعاطفت كاثرين قليلاً مع الفأر ، إلا أنها أظهرت تعاطفاً أقل لزوجها الذي تآمرت للإطاحة به وقتـ،ـله.
يذكر أن القيصر بيتر الثالث حُبس في قلعة روبشينسكي حتى قام الكونت أليكسي أورلوف أحد أعوان كاثرين وأحد منظمي الانقلاب بقتـ،ـله في سجنه، وحكمت كاثرين البلاد بين عامي 1762-1796.
ملاحظة الصورة تعبيرية وتعود لتمثال “الفأر الطبيب” أو “الفأر الكيميائي”، الموجود في روسيا، وهو نُصبٌ تكريمي لـ “فئران التجارب”، بسبب الدور الذي لعبته الفئران في تقدم العلم الحديث، خاصة في الطب وعلم الوراثة على وجه الخصوص